الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أردوغان.. موت مقبل للمنطقة

أردوغان.. موت مقبل للمنطقة
بقلم: زينب مهداوي إعلامية وكاتبة ـ الجزائر

ظاهرة الرئيس التركي رجب طيب أرد وغان تذكرني بالحالة النفسية لشخص يريد أن يرجع آلة الزمن إلى الوراء ليعيد أمجاد أجداد اكتسحوا الأرض بالدماء باسم إمبراطورية بنيت على جثث الملايين لتبني قصور محصنة وتملأ خزائنها بالجواهر والذهب تحت راية«ما جاء يوما إلا رحمة للعالمين».. ولوكان الدافع للإسلام هو الإجرام على النحو الذي قام به الأتراك لما بقي في ديار الإسلام من يدين بغير دينه إلى يومنا هذا، وها نحن اليوم نعيش في حالة جعل السيف مسلطا على رقابنا في يد أعدائنا باسم الإسلام، فأصبح نتيجة لذلك ديننا السمح إرهابا.

نعم.. أنه اردوغان وكل أشباهه في أوطاننا هم من كرسوا هذا المنهج، فبالأمس ترك«داعش» يعبث في سوريا والعراق، وبعدها بقدرة قادر حاربه بعدما حقق أو فسدت خططه، وبالتأكيد ستكشف الأيام الخبايا والخفايا.


وبعد كل الاجرام في حق المسلمين قبل غيرهم ها هو اليوم يمد يده إلى منطقة لا تعنيه جغرافيا ولا محوريا، ربما يكون السبب لديه نفسياًّ قبل أي تخطيط منهمج مع بعض الأطراف الخارجية.. إنه الحلم العثماني القديم في روح رجل يرتل القرآن بلسانه على معظم الوسائل الإعلامية، وأكاد أجزم أنه لا يفقه من الدين شيئا، وربّما لا يمت للإسلام بصلة.


خارج حدود إيماني الشخصي بخطر الإخوان وهذا الأخير، وخارج حدود العقل والمنطق، يسكن داعش أو تتواجد قواعده في بلاد الغرب بالصدفة نعم وباسم حرية المعتقد، هي نفس الحريات التي لا تتأخر في التركيز ووضع أصابع الاتهام قبل وقوع الحوادث بثوانٍ على أول خريج سجون من المفروض أنه مراقبة.

فمنذ تأسيس هذا النوع من الحركات لم تشهد الأمة إلا الدمار وأكثر من ذلك أسهمت في كسر ثوابت المقدسات باسم الدين فاستبيح كل شيء في أوطان كثير من أهلها يرتلون القرآن بأصوات أعذب من أحلى النسمات، والأمر جيد وجميل طبعا لا نختلف في حبنا للجمال، لكن الموجع أن هؤلاء الناس لم يكلفوا أنفسهم التفقَّه في جوهر الدين، فأصبحت أشكال المسلمات و المسلمين تثير غضب الأغلبية، بل أنها تصنع الحدث في معظم الأحيان ليتسابق الجميع دون خجل أو تركيز في الفهم أو تفقّه في الدين، في محاولة البعض التستر باسمه حتى لا تظهر منه كل أنواع العورات الظاهرة والخفية، العقلية والجسدية.

المدهش في كل أن بعضهم نصب نفسه متسلطا على العباد، فأصبح يوزع صكوك الجنة والنار توزع بالمجان، ونسي أو لم يدركوا أن الله وحده من يحاسب الناس عن افعالهم ونواياهم.

ننتهي إلى القول: أنه في غفلة من شعوبنا وفي ظل غياب الوعي بالمخاطر، ها هو الموت مقبل من أردوغان إلى سواحل الشمال الأفريقي، والنية مبيتة على طرح مخطط لزعزعة الاستقرار وخلط الأرواق في ما تبقَّى من الوطن العربي تحت ذريعة مساندة الحق أو تنفيذ اتفاق خارج حدود منهج اتفاقات القانون الدولي العام، وهنا فقط يبرز للعيان منطق موزع أوراق اللعب الذي يسعى لبعثرة وتحويل تركيز وانتباه أهل الديار.

أر دوغان لن يكلف نفسه وجيشه عناء الحرب، إذا لم يكن من أجل خدمة مصالح أبعد من مرمى المنطق.. فأيها اللاعبون من جميع الأطراف أيا كنتم احذروا، فجائزة الرجل العثماني هي«الموت» والرابح فيها ميت.