الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عاملات المنازل الأجنبيات.. فوائد ومضار

عاملات المنازل الأجنبيات.. فوائد ومضار
بقلم: نورة حسن الحوسني كاتبة وروائية ـ الإمارات

شكّل اكتشاف النفط في الخليج نقطة تحول كبرى في تاريخ هذه المنطقة، بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث انعكست آثاره الإيجابية على مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وأثر اكتشاف النفط على الأسرة الإماراتية وعلى المرأة بشكل خاص، حيث أدى هذا التطور النوعي المهم إلى خروج المرأة الإماراتية من البيت، وانخراطها في مسيرة البناء والتنمية ودخولها سوق العمل، ما رتب عليها مسؤوليات إضافية، أدت إلى ظاهرة العاملات الأجنبيات في المنازل؛ للمساعدة في تسيير شؤون البيت.


لكن هذه الظاهرة التي فرضتها التحولات الاقتصادية الكبيرة كانت في الواقع سلاحاً ذا حدين، فهي من جهة خففت من الأعباء التي تتحملها المرأة ولا سيما العاملة، إلا أنها تركت آثاراً سلبية في بعض الحالات على الأسرة، وتحديداً على الأطفال الذين هم بحاجة ماسة إلى الرعاية الأبوية، ووجود الأم في حياتهم بكل ما يعنيه ذلك من أهمية بالغة بالنسبة للتطور الطبيعي للأطفال ونموهم الجسدي والنفسي، وبالتالي كان لإلقاء المسؤولية في رعايتهم أحياناً على كاهل العاملة الأجنبية أثراً سلبياً على هؤلاء الأطفال، الذين فقدوا جزءاً من عاطفة الأمومة واهتمام الأم ناهيك عن الاختلاف في الثقافات والعادات وأثره السلبي على الأطفال، وعلى الأسرة بشكل عام.


ولذلك نستطيع القول: إن الأسرة الإماراتية التي استفادت من التطور الحضاري تدفع أيضاً ضريبة هذا التطور إن لم تحسن الاستفادة منه بشكل إيجابي مدروس، بحيث لا يؤثر وجود العاملات الأجنبيات في بيوتنا على تلك العادات والتقاليد التي تربينا عليها، والتي شكلت على مدى الزمن السياج الذي حمى الثقافة الإماراتية، وحافظ على هويتنا الوطنية أيضاً.