الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«انهزامية الذات».. ومصير الأمة

«انهزامية الذات».. ومصير الأمة

الساحة (1)

بقلم: د. محمد الحوسني عسكري متقاعد ـ الإمارات

الانهزامية هي الشعور بالدونية والخسارة والانهزام والضعف واليأس في تحقيق أي تقدم ولو كان بسيطاً، وشخصية الانهزامي تتمتع بضعف في العزيمة، ولا تحب التغيير والتجديد، وتتحدث أكثر مما تفعل.. كثيرة الشكوى ضد الظروف وتنحني أمام أبسط العواصف.

والانهزاميون ـ عموماً ـ يعيشون في صندوق أسود لا يريدون الخروج منه، فتتملكهم الانهزامية وتسيطر على عقولهم، فيفقدون الأمل في أي أمر يقدمون عليه.. يقللون من قيمة الإنجازات والنجاحات التي تحققت في مجتمعهم، فيعمدون إلى إخفائها وتشويهها ويدعون أنها حصلت بالصدفة.. لا يحبون التغيير والتطوير والتقدم، بحجة أن هذا التغيير سيجلب لهم الكثير من المتاعب والمشكلات.


إن مرض الانهزامية خطير، حينما يصيب الأمة، فإنه يقضي عليها، ويعيدها إلى عصور التخلف والضعف والجهل، ويصدها عن أي تقدم أو تطور، حتى لو كانت تمتلك جميع المؤهلات والأدوات والإمكانات والكوادر البشرية، كما أن الروح الانهزامية، تدفع الناس بسبب اليأس الذي تملكهم إلى التنازل عن حقوقهم، بحجة أنه لا يمكن استرجاعها، فهم ليسوا قادرين على ذلك، لذا فعلينا أن نحارب الانهزامية وننشر في المقابل روح الأمل.


إن الانهزامية ليس لها مكان في وطننا الغالي، ولنعلم أن الوطنية الصادقة التي تفرِض على الجميع العمل معاً لتطوير وتنمية وتحديث وطنهم ومجتمعهم، الذي يُعزهم إذا كان عزيزاً، ويحميهم إذا كان قوياً، ويؤمّنهم إذا كان مُستقراً وآمناً.

هذه هي الوطنية الحقيقية التي يُفترض أن يؤمن بها كل مواطن عربي، مهما كانت حاله، وفي أي مكان كانت إقامته.