الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المغرب والجزائر.. « أخوة رياضية» دائمة

المغرب والجزائر.. « أخوة رياضية» دائمة
بقلم: يوسف العيرجي صحافي رياضي ــ المغرب

أصبحت الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بصفة خاصة، تلعب دوراً مهماً في تأكيد العلاقة الأخوية التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائري، بعيداً عن صراعات رجال السياسة في الجارتين الشقيقتين.

فقد بصم المنتخب الجزائري على أداء جيد خلال نهائيات كأس العالم 2014 التي جرت أطوارها بالبرازيل، حيث نجح «ثعالب الصحراء» في بلوغ الدور الثاني، قبل أن يخرج مرفوع الرأس، ضد منتخب ألمانيا بطل الدورة، بعد اللجوء إلى الأشواط الإضافية، كما أن تألق «الخضر» في المحفل العالمي مكنهم من كسب تعاطف كل العرب، وعلى رأسهم جارهم الشقيق المغرب، حيث تزينت المقاهي والشوارع المغربية حينها بأعلام الجزائر، وتحول المواطن المغربي إلى جزائري، في إشارة إلى العلاقة المتينة التي تربط بين الشعبين.


وانتظر الشعب الجزائري 4 أعوام بعد ذلك، ليرد الجميل إلى جيرانه المغاربة، عندما قدم دعمه المعنوي الكبير لـ«أسود الأطلس»، خلال مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم الأخيرة بروسيا، مكرساً بذلك عمق الترابط بجاره المغربي.


وقُبيل بداية نهائيات كأس أمم أفريقيا، مصر 2019، أطلقت مجموعة من الصفحات المغربية والجزائرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة «خاوة خاوة»، الهادفة إلى تشجيع الجمهور المغربي لمنتخب الجزائر، والحال ينطبق على الجماهير الجزائرية مع المغرب.

ثم جاءت أولى مباريات الجزائر والمغرب في «الكان»، لتجد عبارة «خاوة خاوة» نفسها، تخرج من المواقع الافتراضية إلى أرض الواقع، بانخراط كبير ودعم لا مشروط قدمه أنصار «أسود الأطلس» للمنتخب الجزائري، وبتشجيعات لامتناهية بمختلف الوسائل، منحها عشاق «ثعالب الصحراء» لمنتخب المغرب.

من جهة أخرى، فإن العلاقة المتينة التي تربط بين الجزائريين والمغاربة تظهر أيضاً خلال مباريات الأندية فيما بينها، وفي المنافسات القارية والعربية، وقد تأكد ذلك في المواجهات التي جمعت الوداد الرياضي المغربي باتحاد العاصمة الجزائري، في السنوات الثلاث الأخيرة، على صعيد دوري أبطال أفريقيا، سواء عندما التقى الفريقان في نصف نهائي نسخة عام 2017، أو مباريات الجولة الأولى من المجموعة الثالثة للنسخة الحالية.

كما حظي أنصار شبيبة القبائل الجزائري باستقبال أخوي في المغرب، من طرف جمهور الرجاء الرياضي المغربي، على هامش مباراة الفريقين في دوري أبطال أفريقيا، قبل أن تخصص جماهير الشبيبة استقبالاً مماثلاً للرجاويين في مدينة تيزي وزو الجزائرية.

وتكرست أواصر المحبة والعلاقة الأخوية بين المغرب والجزائر في مباراة أخرى جمعت الرجاء بمولودية الجزائر، برسم ربع نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال، حيث حظي الفريق المغربي باستقبال كبير من نظيره النادي الجزائري.

وعمت فرحة كبيرة «الجراد» كما يُلقب جمهور الرجاء، و«الشناوة» لقب أنصار المولودية، بمجرد تأهل الفريق الجزائري إلى الدور ربع النهائي على حساب القوة الجوية العراقي، بعدما وضعت القرعة المتأهل من هذه المباراة في مواجهة «النسور الخضر».

وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمحبي الرجاء، وعشاق المولودية، مجموعة من الصور لجمهور الفريق الأخضر، يحظى باستقبال أخوي من طرف الجزائريين عامة، و«الشناوة» بشكل خاص، ناهيك عن تجوله وسط شوارع وأزقة العاصمة الجزائر، كما لو أنه بالدار البيضاء.

لقد أكدت كرة القدم ولا تزال في كل مباراة جمعت بين الأندية المغربية والجزائرية، على صدق ومتانة العلاقة، والعادات، والتقاليد، فضلاً عن أواصر القرابة العائلية، التي تربط بين الشعبين.

فعلاقة «الجراد» بـ«الشناوة»، وأنصار الوداد باتحاد العاصمة، والشبيبة بحسنية أكادير وغيرها، من المبادرات، التي يقوم بها الشعبان الشقيقان، هي رسائل يجب الوقوف عندها كثيراً، واستيعاب مضامينها من طرف رجالات السياسة، ومسؤولي البلدين، حتى يكون لها رجع صدى إيجابي، يقوي أكثر مما يضعف الأشقاء.. فهل سيتم التقاطها سريعاً أم سيطول الانتظار؟