الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التوترات الجيوسياسية.. وملاذ الذهب

التوترات الجيوسياسية.. وملاذ الذهب
بقلم: د. خالد رمضان متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية ـ مصر

يعد الذهب الرابح الأكبر من تصاعد المخاطر الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط، حيث يعتبر ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين، ولهذا تحلّق أسعاره حالياً عند أعلى مستوى في 7 سنوات، الأمر الذي يجعله على مسافة قريبة من أكثر مستويات ذروة الشراء المسجلة خلال عقدين.

لقد دخل الذهب عام 2020 بزخم قوي، مستفيداً من ضعف الدولار، وتراجع معدلات الفائدة، والحرب التجارية التي سحبت النمو الاقتصادي نحو الأسفل، في الوقت الذي يقل فيه عدم اليقين في الأسواق من شهية المخاطرة، حتى أصبحت آفاق الاستثمار في الذهب أكثر ربحية من الاستثمار في النفط، وسيؤدي الإبقاء على معدلات الفائدة الأمريكية دون تغيير خلال الفترة المقبلة، إلى وضع غطاء حديدي على الدولار، وسيمنح الذهب فرصة لمواصلة ارتفاعاته القوية.


ولمعرفة اتجاهات الذهب صعوداً وهبوطاً، ينبغي مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية، وأهمها تقرير الوظائف الشهري ومعدلات النمو والبطالة وأنشطة المصانع والصادرات والاستهلاك والعجز التجاري، فإذا أظهرت تلك البيانات أرقاماً أضعف من المتوقع، فستظل أسعار الذهب مرتفعة بقوة.


في كل الأحوال، يجب مراقبة أسواق الذهب عن كثب خلال 2020، لأنه يعد فرصة سانحة للاستثمار الناجح والمثير للاهتمام، مع ملاحظة أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيكون عاملاً رئيسياً بلا منازع خلال الأشهر المقبلة، في توجيه أسعار المعدن النفيس صعوداً وهبوطاً، بحيث لا يمكن تجاهل أسعار الفائدة التي يعتمدها أكبر بنك مركزي في العالم حين نريد معرفة اتجاهات أسواق الذهب، كما لا يمكن تجاهل تأثير الاتفاق النهائي المرتقب بين الولايات المتحدة والصين لاحتواء حرب تجارية مريرة على آفاق التداولات في العام الجاري، حيث يتوقع أن تتجاوز 1600 دولار للأوقية.