الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل المشاعر تُستهلك؟

هل المشاعر تُستهلك؟

الساحة (4)

شهد مهند إعلامية بهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ـ الإمارات

«مشاعر مُستهلكة».. استوقفتني هذه العبارة، وجعلتني أفكر ملياً، في خلفية التفريط بمشاعرنا نحو الأشياء التي نحبها، أو نسيء استخدامها.. نحو أولئك الناس الذين أحببناهم بكثرة، وأعطيناهم كل ما نملك من اهتمام وأحاسيس وحب، كما دفعتني تلك العبارة إلى التساؤل الآتي: هل أصبحت مشاعرنا سلعة تُستهلك؟

لا بد أن بعضاً منا قابل أشخاصاً أفرغونا من الحب والعاطفة، حتى أصبحت قلوبنا خاوية، كغرفة ظلماء، وجعلت مشاعرنا باردة نحو كل ما نحبه، تعيش بنا شخصيتان، إحداهما تدخل عالم العزلة واللاَّحب، والأخرى تحاول جاهدة أن تبعث الضياء لمن حولنا.


غالباً ما يحدث ذلك للإنسان الذي يترك مشاعره دون قيد أو تحكم، وهدر إحساسه مع عابري القلوب، كأنه منح كل ما يملك من طاقة للآخرين، فيصل به المطاف إلى «مشاعر مستهلكة»، محملة بالأسى والذبول.


ماذا لو استخدمنا مشاعرنا في محلِّها؟، وماذا لو أعطيناها لمن يستحقها بالفعل؟.. الإفراط بكل شيء غير مطلوب في الحياة، حتى وإن كان في مشاعرنا وهي من أجمل ما أنعم الله علينا به، للاستمتاع بما تحمله الدنيا للبشرية، فالتطرّف دائماً ما يحوِّل أجمل الأشياء إلى عالم من الجحيم، يسوده الظلام والبرود.

كافئوا مشاعركم.. قدّسوا كل الأحاسيس التي تنثرها أرواحكم، فهي غالية وثمينة، لا يمكن لها أن تُعطى بإهدار، ولا أن توضع في محل لا يليق بها.. كونوا دائماً معتدلين بمشاعركم، لتبقى مسافة الود مع أبسط علاقة لكم، حتى وإن كان شيئاً ما تحبونه.. لعل هذه الكلمات البسيطة توقظ ما تبقَّى من جمال في أرواحنا، في محاولة لاستعادة الرغبة في الحب دون استنزاف.