الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أتكون «باريزما».. استراتيجية هجومية على منافس ترامب المحتمل؟

أتكون «باريزما».. استراتيجية هجومية على منافس ترامب المحتمل؟
بقلم: مأمون كيوان كاتب وباحث ـ سوريا

بعد انسحاب السيناتورة إليزابيث وارن من السباق الرئاسي في اختيار مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي، انحصرت المنافسة بين بيرني ساندرز (البولندي الأصل، من عائلة من المهاجرين اليهود الذين أتوا من بولندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية)، وجو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يُعد المرشح الأبرز لنيل تسمية الحزب الديمقراطي، لخوض انتخابات الرئاسة في انتخابات نوفمبر المقبل، خاصة بعد فوزه بأصوات الناخبين الديمقراطيين في عدد من الولايات، بما يشي بميل الكفة لجانبه، وأن حسم الأمر لمصلحته يتعلق بعامل الوقت فقط، حسبما أظهرت نتائج الانتخابات في أهم الولايات.

لكن هناك حديث متداول بين الأوساط السياسية، حول عودة ملف العزل إلى واجهة الساحة السياسية الأمريكية، واستهدافه هذه المرة المرشح الديمقراطي جو بايدن، وليس الرئيس الأمريكي دونالد تارمب، الأمر الذي قد يُضعف حظوظ بايدن في العودة إلى البيت الأبيض بصفته رئيساً.


وكان مجلس الشيوخ الأمريكي المؤلّف من 100عضو، قد صوّت 52 عضواً جمهورياً منه، من أصل 53 على تبرئة الرئيس الأمريكي ترامب من تهمة استغلال السلطة، فيما صوّت 53 عضواً جمهورياً على تبرئته من تهمة عرقلة عمل الكونغرس، أي جميع الأعضاء الجمهوريين.


وتتمثل نُذُر هذا الأمر في دراسة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، استراتيجية هجومية على منافس ترمب المحتمل، من خلال توظيف معلومات حصلوا عليها خلال تحقيقات عزل ترامب.

وتشير المعطيات إلى إعلان أعضاء لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ من الجمهوريين، أنهم سيبدؤون مرحلة جديدة في تحقيقاتهم، تخص المرشح الديمقراطي جون بايدن ونجله هنتر، وذلك على خلفية علاقة هذا الأخير بشركة باريزما الأوكرانية.

في هذا السياق قال رئيس اللجنة رون جونسون: «كانت هناك أسئلة كثيرة لم يُجب عنها جو بايدن بشكل مناسب، ولو كنتُ ناخباً ديمقراطياً في الانتخابات التمهيدية، لسعيت للحصول عن أجوبة مناسبة، قبل أن أُدلي بصوتي».

ويُعتقد أن لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ، تنوي إصدار تقريرها عن التحقيقات بعلاقة بايدن بباريزما بعد شهر أو شهرين، أي قبل عقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي.

ويتخوف الديمقراطيون من التحركات الجمهورية وتوقيتها، وهم كانوا يعلمون منذ خوضهم لإجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن الجمهوريين لن يتخلوا عن ملف باريزما وهنتر بايدن، بعد أن جعلوا منه محور دفاعهم ضد العزل.

وقال النائب الديمقراطي جيم هايمز:«بعد غياب امتد على أسابيع لموضوع باريزما، سوف يحيي الجمهوريون الملف ويستعملونه كهراوة لضرب جو بايدن».

وعبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف عن قلقه، من أن الجمهوريين يساعدون على نشر الأكاذيب الروسية، من خلال سعيهم للتحقيق الخاص بآل بايدن.

وقد نفى السيناتور رون جونسون بشدة، اتهامات الديمقراطيين بقوله: «تحقيقاتي لا تركز على آل بايدن فحسب، لكني لا أستطيع تجاهلهم، لأنهم جزء من القصة».

وأضاف قائلاً: «هم جعلوا أنفسهم جزءاً من القصة، وإن كان هناك أي تصرف خاطئ، فيجب على الأمريكيين معرفة ذلك، وإن لم يكن هناك أي تصرف خاطئ، فعلى الأمريكيين فهم ذلك أيضاً».

وإذا أفضت التحقيقات إلى إدانة بايدن ونجله، فإن «باريزما-غيت» ستكون في منزلة السحر الذي انقلب على الساحر، ما يجعل حصول ترامب على ولاية ثانية في البيت الأبيض، أمراً سهل المنال.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]