الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا.. ويقظة الضمير

كورونا.. ويقظة الضمير
بقلم: منى صالح النوفلي كاتبة وقاصة - الإمارات

استطاع كورنا المتخفي التطفل بجرأة على الجميع، وعلى الرغم من وجود أبطال من الكوادر البشرية المهنية ووجود الامكانيات والدعم لمحاربته لكنه يأبى المواجهة، فأرغم الدول على تحذير شعوبها من الخروج، وتناديهم للمكوث في المنازل، كونها مصدر أمان حقيقي لهم.

كورونا، أيقظنا من غفلة اجتماعية عالمية، فأرانا منظر الكعبة تحلق حولها طيور قريبه جدا، أما الناس فقد أصبحوا مجرد ملامح بعيدة جدا عن بابها.. تذكرت من هذا المنظر قوله تعالي: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( سورة إبراهيم ـ الآية: 19)


من ناحية أخرى، فإن سماع المؤذن في آخر الآذان يقول (صلوا في بيوتكم) يلبسني خوفا وحزنا من وعلى أحوالنا، وما تراءى لي ولغيري، بانه كانت هناك مسافة بين القريبين تقلل اجتماعهم، وتقلص لحظات واقعية لتبادهم الحديث والاهتمامات والهموم فالقلب ليس هو القلب الذي يسر الله للنظر اليه، والأفعال ليست هي الأفعال التي تجسد التراحم والإنسانية، والكلمات ليست هي الكلمات التي تقرب البعيد وتذوب الحديد .


هنا كورونا اليوم، ولكنه سوف يرحل بإذن الله عاجلا أم آجلا، لكن ظهوره ترك أثرا ايجابيا بمثابة دروس تعلمناها من الأزمة التي تعرضنا لها، ستمكننا من مواجهة مثل هذه الكوارث، وهي خطط ليست على المستوى الصحي والاقتصادي والسياسي فقط، إنما الأهم والأولى على المستوى الاجتماعي، وتنمية الوازع الديني..

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]