الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مواجهة مع«البهاق»

مواجهة مع«البهاق»

PSX_20200401_234926 البهاق

بقلم: بسمة إبراهيم السبيت كاتبة ــ السعودية

بعض الاختبارات التي يمرُّ بها الإنسان تحتاج إلى قوة خارقة تمكنه من اجتيازها أو على الأقل قوة تمكنه من تقبلها والتعايش معها، وخصوصًا تلك المتعلقة بصحته، والتي يقف في مواجهة معها ومع نفسه، حيث تنصهر كلما رأى آثرها وقد بدأت تغزو جسده.. فكيف يتقبل عبثها وتماديها وهي تغير ملامحه كما يحصل مع مرضى«البهاق»، الذي بدأ يقتحم كثيراً من البيوت في العالم، ويترك آثاره على واحد من أفرادها على الأقل؟.

أول مشكلة يعاني منها مريض البهاق هي: مواجهة البقعة الأولى، بحيث يكون في مرحلة تشكيك، ثم البقعة الثانية، التي تأكد مخاوفه، وهنا يدخل المريض في دوامة من الإنكار أو التصديق، وبعدها يبدأ في رحلة طويلة من العلاجات والجلسات الضوئية للحد من انتشاره، وخلالها يمر بلحظات ضعف وانهيار ويجد نفسه أمام خيارين، إما أن يستسلم لليأس والإحباط ويعتزل الناس، وإما أن يواجهه.


وهنا يأتي دور الأهل والأصدقاء في احتوائه خصوصًا في الفترة الأولى، التي يبدأ فيها بالانتشار، فالدعم المعنوي العالي والاحتواء هو نصف العلاج لهذا المرض المزمن، لأنه سيسهل عليه وعليهم التعايش معه، ثم أن المحافظة على نفسية المريض وابتعاده عن القلق والضغوط سيسهم بشكل كبير في الحد من انتشاره. بالإضافة إلى حرصه على تناول أطعمة معينة وعدم تعرضه للشمس، ناهيك عن إرادته وحبه للحياة، وهما سلاحه الثاني في مواجهة المرض.. فكم وقفنا أمام كثير من الحالات المصابة بالبهاق أو بغيره من الأمراض، وغبطنا أصحابها على تلك الثقة العالية بالنفس، وتلك الإرادة، وتمنَّيْنا لو أننا نمتلك جزءاً بسيطاً منها.


للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]