الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أزمة كورونا.. وتبسيط الاقتصاد المنزلي

أزمة كورونا.. وتبسيط الاقتصاد المنزلي

PSX_20200401_233918 الاقتصاد المزلي

بقلم: محمد محمود عبدالرحيم باحث اقتصادي ـ مصر

يُعَدّ الاقتصاد المنزلي من أبرز تطبيقات الاقتصاد، وهو مفهوم غاية في الأهمية بالنسبة لحياة الفرد الاقتصادية، حيث إن الأسرة نواة المجتمع كما أن إدارة الشخص لذاته ولأسرتة مالياً أمر ليس سهلاً، بل هو علم وفن، ويجب أن يختلف النظر إلى هذا المفهوم بشكل مختلف في العالم العربي، فهو لا يعني الاهتمام بشؤون المطبخ والطعام فقط، بل هو مفهوم اقتصادي مهم.

ويمكن القول: أن إدارة المنزل هي في الأساس عملية اقتصادية، وتشمل تأمين المأكل والملبس، وعدم إغفال وجود احتياطي للأسرة، أومن خلال تقييم الحاجات الضرورية للاستهلاك، والرفاهية المطلوبة لأفراد الأسرة، ومقدار المصروفات اللازمة خلال وقت معلوم، وتوفير حاجات ومتطلبات المنزل في حدود الزمن والموارد المتاحة، ومراعاة عدم التبذير في الملبس والمأكل.


المنزل لا يمكن إدارته من خلال العشوائية، وإنما من خلال صناعة قرار اقتصادي مثل الدول تماماً، ولا يقل أهمية عن الوحدات الاقتصادية في سوق العمل، بل إن المنزل هو نواة الاقتصاد والمجتمع، وحتى علي مستوى إسهام الاقتصاد المنزلي في اقتصاد الدولة، فلا يعقل أن يدرج إسهام الخدم والطباخين وسواقي المنازل والمربيات في الناتج المحلي الإجمالي، بينما يتجاهل مجهودات والقيمة المضافة لعمل ربَّات البيوت وهو ما دفع فريق من علماء الاقتصاد لإدخال إسهام ربات البيوت في الناتج المحلي الإجمالي.


في دول الخليج العربي علي سبيل المثال يوجد مئات الآلاف من المربيات الأجنبيات، اللائي يقمن بدور ربات المنزل، وعلي المستوى الاقتصادي توجد كلفة علي اقتصاديات هذه الدول والتي تصل إلى المليارات من الدولارات سنوياً.

من ناحية أخرى، فإن عمل بعض ربات البيوت يدخل تحت بند الأمن القومي والسلام الاجتماعي، لأن هناك العديد من الكليات والجامعات، التي تقوم بتدريس الاقتصاد المنزلي باعتباره الوحدة الأولية والأكثر أهمية وصولاً لاقتصادات الدول والاقتصاد الدولي وميزانية العائلة ذات أهمية بالغة فهي تساعد إلى حد كبير في التحقق بدقة من مستوى معيشة الأفراد، وتعطي الأساس لكل نوع من أنواع حسابات التخطيط، وكثير منا يهمل إدارة المنزل اقتصادياً، ويراها غير ضرورية، ولكنها غاية في الأهمية، إذا نجحت في هذه المهمة ستنجح حتماً في إدارة أي كيان آخر.

إن جوهر علم الاقتصاد هو ندرة الموارد وتعدد الاحتياجات البشرية، لذلك لا بد أن تكون هناك أسس علمية مبسطة لتدبير نفقات المنزل.. فكيف يدار اقتصاد المنزل؟.. المبدأ الأكثر أهمية هو الأولويات، بمعنى أن لكل شيء أولوية، وأهم شيء في أي منزل هو وجود الغذاء الكافي طوال الشهر، ودفع الالتزامات الشهرية، ثم البحث عن شراء أي أصول منزلية وشخصية، ووضع الاحتياجات المستقبلية في الحسبان.

في النهاية، لا بد من الإشارة إلى الذكاء المالي، الذي هو مدى القدرة علي التصرف في ظل الظروف المالية الصعبة، أو هو كيفية المحافظة على ما لدى الفرد من أموال، كما هو استثمار الثروة لأصحاب الدخول المرتفعة، كما يمكن القول إن الذكاء المالي الشخصي هو مقدار تصرف الفرد في الدخل بذكاء.

ويتكون الدخل من انفاق استهلاكي وإنفاق استثماري وادخار، وكلما قلَّ الدخل كلما زاد الإنفاق علي الاستهلاك، وكلما زاد الدخل كان العكس صحيحاً، وكلما زادت نسب الإنفاق الاستثماري والادخار كان ذلك دليلاً علي الذكاء المالي.. صحيح أن هناك ظروفاً تحكم الأشخاص، وأن احتياجات كل إنسان مختلفة، لكن يلعب الذكاء المالي دوراً مهماً في حياتنا، وفي المستقبل بشكل عام، من خلال قرارت يومية يتم اتخذها بصورة يومية، إذ لا بد من تقسيم المصروفات الشخصية أو المنزلية والتي لن تخرج عن الأكل والمسكن والملابس والالتزامات المالية والديون.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]