الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

العراق في مواجهة وبائَين

العراق في مواجهة وبائَين

الساحة (3)

بقلم: سوران عدنان اللافي كاتب ـ العراق

بعد التخبط السياسي في العراق وفساد مسؤوليه بكافة الدوائر الخدمية والصحية والتعليمية، الأمر الذي أصاب العراقيين بإنفلوانزا شديدة من نوع سياسي، أدت إلى خروجهم في مظاهرات ضد الحكومات المتعاقبة على العراق.

خروجهم جاء رفضاً منهم للبطالة، والفقر، وسوء الخدمات، وإهمال الخريجين وأصحاب الشهادات، وسوء الواقع الصحي وكثير من الأعراض الأخرى التي صبروا عليها لمدة 13 سنة، لذلك جاءت ثورتهم لتهدد عروش السياسيين والفاسدين، وتمكنت من الإطاحة ببعض رؤوس الفساد، وهددت المافيات ـ الشبيهة بالفيروسات ـ التي لها انتماءات خارجية سواء إيرانية أو أمريكية أو تركية، وأصبح هناك أمل لدى الشعب العراقي بقرب شفائه من هذا المرض، خصوصاً بعد وجود علاج فعال وهو الوقوف بقوة وبكافة طوائفه من شمال العراق إلى جنوبه وقفة رجل واحد ضد هذا الوباء السياسي.


وحين حل كورونا بأرض العراق قرر الثوار وقف التظاهر حفاظاً على الصالح العام، وأجلوا مقاومتهم إلى ما بعد كورونا، فأصبح العراقيون مصابين بمرضين، أحدهما أخطر من الآخر، الأول: فساد السياسيين، والثاني: وباء كورونا اللعين.


لقد أصبح العراقيون ـ اليوم ـ بحاجة إلى لقاح للفساد السياسي ولقاح لمرض كورونا، والمرضان شفاؤهما صعب، لكن إنفلوانزا السياسيين أصعب، والخوف من انتهاز الفيروسات السياسية الفرصة للاتحاد مع فيروس كورونا ضد العراقيين، ومع ذلك، فإن الشفاء من كورونا ممكن، بتوفر العلاج له في العراق بوجود رجال مخلصين لوطنهم علماء وأطباء وسياسيين محنكين، ويبقى علاج الفساد السياسي بعيد المنال.


للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]