الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العزل مع الذات والكتب

العزل مع الذات والكتب

الساحة (4)

بقلم: محمد الأمين حسونة إعلامي ـ بريطانيا

انتهيت من أعمال اليوم، ثم بدأت أبحث عن شيء أجلته للأيام، فخطر لي أنني وعدت نفسي بتكرار قراءة (مائة عام من العزلة) لماركيز.

وفي العادة عندما أمسك بكتاب أقلب بعض الصفحات فيه، ولأنني تعوّدت على ذلك، فقد قمت بالفعل نفسه بالرغم من قراءتي السابقة لهذه الرواية وإذا بي أتوقف عند هذا القول: إذا لم ننم كان أفضل لنا، فعندها نستطيع أن نجني أكثر من الحياة.

صمتُّ طويلاً أتأمل حالنا في العزل (الحجر) الصحي، الذي فُرض على البشر في كثير من دول العالم، وظن كثيرون أنه مُمل، لا فائدة يمكن أن ترجى منه، ولا عمل يمكن فعله سوى النوم، وتضييع الوقت بأي شيء كان..

في حين هي فرصة ذهبية، يجتهد من يعرف قيمتها، ويعيد ترتيب حياته وأولوياته، ذلك أننا «لا نستطيع أن نرى الأمور بوضوح إلا إذا ابتعدنا قليلاً».. كما يقول توماس ميرتون.

في الحياة الكثير الذي يمكن أن نضيفه لأنفسنا، فقط نحتاج الوقت الذي نفكر فيه بهدوء، وهذه أفضل فرصة، لأن «العزلة مصفاة» على حد قول محمود درويش، تُميز لنا الصالح من الطالح في مسيرة حياتنا، ونستأنس بها على قول الجنيد: «عُزلتي أُنسِي»، فهي نفع كلها لمن يستثمرها، كما أنها «زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله» على حد قول دستويفسكي.

علينا أن ندرك أننا نحتاج لوقت نختلي فيه بأنفسنا لا لكي نفعل أشياء مدهشة دائماً، ولكن لنحاول في هذه العزلة أن نجعل الحياة ممكنة بتعبير واسيني الأعرج.. فما أنفع للقلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة، كما يقول أبوعطاء السكندري.

للنشر والمساهمة في قسم الساحة: [email protected]