السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الخارجية الإماراتية ودبلوماسيتها.. و«حضن أسرتي»

الخارجية الإماراتية ودبلوماسيتها.. و«حضن أسرتي»
د. علي سالمين بادعام كاتب واعلامي ــ اليمن

ربما نتحدث بشكل دوري عن كثير من المؤسسات ونسبغ الثناء عليها، إلا أن الحديث عن وزارة الخارجية الإماراتية والتعاون الدولي ودبلوماسيتها يستدعي قلماً مختلفاً، وكلمات تليق بالصرح الممرد العالي مقاماً، تاج الإمارات وعنوانها بالخارج، ممثلة الدبلوماسية الرقمية والحديثة في أسمى معانيها.

فالقلم يكتب عن تجارب حقيقية عايشناها مع وزارة الخارجية والبعثات والملحقيات الإماراتية، كنت كلما أحط الرحال في بلدٍ ما تظهر لي قدرات الوزارة وعملها الخارجي، شخصياً أبدي ارتياحي ورضاي التام على ما تتفضل به البعثات والتعامل الراقي الذي نجده خارج الدولة، تجهيزات للمسافرين على أعلى المستويات ابتداءً من الدخول عبر التأشيرات الميسرة والخدمات الرقمية الهائلة ومرونة التنقل في البلد المقصود، حتى طواقم السفارات هناك نجدها وقد اختيرت بعناية فائقة وعلى قدرات عالية من التجاوب مع منسوبي الدولة، لن أعاني قط في رحلاتي عبر العالم، فحقيقة الأمر أن الشعور بالفخر ينتابك مجرد أن تحل ببلدٍ ما، شعور أنك عزيز ومكرم وكل شئ في المتناول نتيجة التواصل الممتاز للبعثات والعلاقات الهائلة التي تضطلع بها، كما أن الأمان والاطمئنان الذي نجده بالخارج يحتم علينا أن نشيد بالأمن الخارجي للدولة، عبر نشر التوعية وسبل التنقل الآمن، في جميع رحلاتي ما أن طلبت شئ إلا وكانت السفارات حاضرة وقادرة على تذليل كافة العوائق.


أحمد ربي سبحانه أن جمعني بأسرتي في هذه الأيام بعد طول غياب، بعد عمليات الاستجلاء التي نفذتها وزارة الخارجية بكل تؤدة واقتدار، إحساس لا يقدر بثمن وأنت تنعم برؤية أبناءك في مثل هذه الظروف، عادت أسرتي من العاصمة الكندية اوتاوا بفضل التنسيق والتواصل المستمر لفرق الوزارة واهتمامها المتعاظم، والحمد لله كذلك أن جعل هذا العيد في حضرتهم وحضورهم، فكم سيكون العيد ماسخاً في غيابهم، فمواجهة وزارة الخارجية لكوفيد 19 دائماً ما أقول أنها مواجهة عقل في المقام الأول، وأثبتت بالفعل ذلك من خلال أعمالها المتواصلة هذه الأيام لتمكين الإجراءات الإحترازية وفق امكانيات عالية ودقيقة التنفيذ، فكم سعدت بتواجد أسرتي معي في هذه الأيام الصعبة، والفضل بعد الله يرجع للقائمين على الأمر والشأن.


ولو عرجت على الحديث عن رأس الأمر وصاحب العقل الراجح مرة أخرى، سمو الشيخ عبد الله بن زايد لتقاصرت الكلمات في حقه، وفي قيادته للعمل الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث حظي انفتاح سموه على العمل العام بنجاح واسع توجه التقدير والاحترام من الجاليات المختلفة والمواطن كذلك، لقد سحر الرجل العالم الخارجي بتوهجه المستمر وابتكاراته الذاخرة، فأنشأ القنصليات والسفارات بالبلدان الخارجية لتمثل دولة الإمارات خير تمثيل، والقارات جميعها تشهد بذلك.

لن تقف جهود سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، عند التقليد والمتعارف فقط، بل استثمر أساليب الحداثة في التعامل الدبلوماسي، وتطوير أدوات التعاطي مع التغييرات الزمنية واستخدام خواص العقلية المرنة في تبديل الخطط مع كل تبادل للمراحل المختلفة، ونهض بهذا القطاع حتى تكاد الإمارات تقف على منصة التقدم في هذا المحفل بشكل واضح جعل الجواز الإماراتي يتقدم درجات كبيرة، مما أتاح للمواطن أن يتجول في كثير من بلدان العالم دون مشقة أو عناء، وكذا المقيم الإماراتي نجده اليوم يتمتع بالترحال من الدولة إلى عدد من الدول وفق خطط واتفاقيات قادتها الوزارة في العقدين السابقين، ما مهد أرضية خصبة لمؤسسات الدولة في التعاون الخارجي، خصوصاً على المستويات الإقتصادية والسياسية.