الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«الجامعة المليّة» في الهند.. قرن صمود وإنجاز

«الجامعة المليّة» في الهند.. قرن صمود وإنجاز
حسان أنور كاتب صحفي ـ الهند

أنهت «الجامعة الملية الإسلامية» مئويتها الأولى، وهي تمتد في جذورها إلى فترة مناهضة الاستعمار، لذا تعتبر تراثاً ثقافياً لحركة الاستقلال، كما تمثل مزيجاً من الثقافتين الهندية والإسلامية، إذ من أبرز ملامحها، أنها جاءت في إطار خطة شاملة تهدف إلى الجمع بين الفكرة الإسلامية والروح العلمانية في بيئة هندية تعددية.

منذ تدهور المغول وإخفاق الثورة في 1857، عكفت دار العلوم دیوبند وجامعة عليكراه على رفع مستوى المسلمين الفكري والثقافي في الهند، ولكن حدثت بينهما فجوة فكرية وازدادت مع الأيام، إلى أن بادرت الجامعة الملية الإسلامية إلى سد الثغرة بين المؤسستين، كما أنها زودت المسلمين في الهند بالرؤية التي ساعدتهم في معالجة الأزمة الفكرية أثناء حركة الاستقلال، وذلك بفضل اجتماع مثقفين، ورجال فكر وكبار الزعماء أمثال: محمود حسن، ومحمد علي، والحكيم أجمل، والدكتور الأنصاري وأصحابهم وأتباعهم.


وقد رافقت الجامعة تحديات منذ بواكير أيامها، كما عانت مراراً من أزمات اقتصادية حتى خشي الإداريون على كيانها إلا أنهم تمكنوا من الحفاظ عليها، كما واجهت تحديات معاصرة، مثل: حداث اليقظة الثقافية، وتجديد المعرفة، وإعداد قيادة الغد، وغرس الوطنية الصادقة في الشعب الهندي.


وقد ظلت صامدة أمام أوضاع قاسية متتالية، وعملت على تحقيق أهدافها حتى أصبحت جامعة مركزية بموجب قرار أصدره البرلمان في 1988.. واليوم يعتبر قسم اللغة العربية وآدابها الذي يترأسه أ. د. حبيب الله خان من أفضل أقسام اللغة العربية في الهند طولاً وعرضاً، ولأساتذته المتميزين إسهام كبير في مد جسر التواصل الحضاري والتفاعل الفكري والتبادل الثقافي بين الهند والعالم العربي عبر الترجمة من وإلى اللغة العربية، كما يحظى باستضافة المثقفين العرب في مهرجانات فكرية وحفلات أدبية