السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«تويتر».. منصة قطر والحزب الديمقراطي

«تويتر».. منصة قطر والحزب الديمقراطي
محمد باحارث كاتب ـ السعودية

قبل حادثة وضع العلامة على تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعونا نستعرض مسيرة تويتر في قمع الآراء، فقد أقفلت حساب «أليكس جونز» الصحفي الأمريكي الموالي للرئيس دونالد ترامب، وحساب روجز ستون مستشار ترامب السابق، وحساب المرشحة «دانيل ستيلا»، التي كانت ستفوز في الانتخابات لولا تدخل تويتر لإغلاق حسابها، ما أدى إلى فوز المرشحة إلهان عمر المحسوبة على الحزب الديمقراطي والمدافعة عن قطر وحلفائها، كما أقفلت حساب صحيفة «إنفو وراز» المؤيدة للحزب الجمهوري بتهمة نشر أخبار كاذبة.

وعلى الصعيد العربي أغلقت تويتر ـ حسب بعض المصادر ـ حسابات عشرات الآف من سعوديين وإماراتيين قاموا بالدفاع عن السعودية ضد صحف قطرية وتركية تنشر أكاذب وتقوم بدعاية مضادة، بحجة أنها حسابات وهمية، دون إتاحة فرصة لمالكي الحسابات لإرسال هوياتهم، وبالتالي إضاعة منشوراتهم وأعمالهم ومتابعيهم، كما أغلقت حساب المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، لأنه كان يدافع عن وطنه، ويرد على التهديدات والأكاذيب القطرية، من ناحية أخرى تويتر متهمة بالقيام بالحجب الظلي، أي إحباط البحث وإيجاد الحسابات التابعة أو المؤيدة للحزب الجمهوري وتغريداتها، وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز تحقيقياً عام 2018 بهذا الخصوص، غير أنها لم تنفذ شروطها وأحكامها على حساب «مجتهد»، الذي لا يمثل شخصاً حقيقياً بل شخصية وهمية، كما أن صورته ليست صورة شخص حقيقي، وهو عبارة عن حساب معادٍ للسعودية ينشر أخباراً كاذبة عنها، ويحرض عليها وعلى أهلها، بينما تقوم بحجب حسابات المواطنين السعوديين، وفي المقابل لم توقف أيّ حسابات قطرية أو تركية أو حسابات تتبع للحزب الديمقراطي أو مؤيدة لباراك أوباما أو مؤيدة للمرشح الرئاسي الديمقراطي الحالي جو بايدن، تخالف قوانينها.


والجدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية قد قامت بنشر تغريدة بتاريخ 14 يناير الماضي، تزعم فيها أن فيروس كورونا لا ينتقل بين البشر، ونحن عرفنا اليوم أن هذه معلومة مضللة.. فلماذا لم تقم تويتر بوضع علامة تحذير على التغريدة كما فعلت مع الرئيس دونالد ترامب؟


إن تصرف تويتر مخالف للقانون، ذلك لأنها منصة مفتوحة، ولكل مشترك الحق في نشر رأيه بما لا يتعارض مع سياستها وأحكامها، ولا يحق لها حجب أو قفل أي حساب، أو التعديل على أيّ تغريدة، ولا وضع علامة تحقق، لأن ذلك تعبير عن رأي المنصة ذاتها، وبهذا تصبح جهة إعلامية وليست شبكة اجتماعية، كما أن سلوكها ضد ترامب يعتبر تدخلاً مباشراً في الانتخابات الأمريكية، وتخندقاً في صف الحزب الديمقراطي، كما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الأمريكي، واعتداء على سيادة الرئيس وصلاحياته وتصريحاته.

إن تويتر شركة لها مجلس إدارة وجمعية مُلّاك، ولها أسهم مدرجة في الأسواق، ويحق للملاك ومجلس الإدارة محاسبة الرئيس التنفيذي على أي خسائر ناتجة من إدارته، كما يحق لهما إقالته من منصبه، فالاعتداء على سيادة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس أمراً هيِّناً، وترك حسابات مخالفة لأحكام وقوانين تقوم بنشر أخبار كاذبة يعتبر تحيزاً مفضوحاً، لذلك أطلب من كل الدول، التي مارست معها تويتر سياسات قمع ضد مواطنيها أو مسؤوليها، أو نشرت عنها أخباراً كاذبة ومضللة ومؤججة للعنف والصراع، أن تقوم بعمل قانوني ضد شركة تويتر بعد قرار الرئيس دونالد ترامب التنفيذي بإزالة قانون الحماية عنها، وتعيين محامين أقوياء يدافعون عن تلك الدول وعن مواطنيها، حتى تحاسب تويتر على تجاوزاتها، لأن الحقيقة ساطعة كالشمس، ولا تستطيع تويتر أن تخفيها مهما حاولت.