الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الجزائر على صفيح ساخن

الجزائر على صفيح ساخن
محمد سعدي كاتب ومحامٍ ـ الجزائر
تعيش الجزائر هستيريا نقاشات على جميع الأصعدة، حيث اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مسودة الدستور وتصريحات بعض أعضاء لجنة صياغة المسودة، خاصة رئيسها الذي صرَّح: أن الدستور لا يحتاج إلى الثوابت الوطنية المعروفة في الدساتير الجزائرية السابقة، وهي: العربية والإسلام، وأن بيان أول نوفمبر 1954 لا لزوم لإدراجه في مسودة الدستور.. إلخ.
وقد ظهر جليّاً للرأي العام الوطني أن مسودة الدستور تتجه نحو اتجاهات لائكية (علمانية) تغريبية على وقع ما جاء فيه، أي أنها بعيدة كل البعد على ما جاء في بيان أول نوفمبر 1954 البيان المؤسس «للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية» في إطار المبادي الإسلامية بعدها العربي الإفريقي، وهذه التوجهات القديمة ـ الجديدة، أثارت كثيراً من الانتقادات من طرف جميع فئات المجتمع الجزائري بجميع مكوناته، باعتبار أن حراك 22 فبراير 2019 كان تحت شعارات واضحة، من أهمها: نوفمبرية ـ باديسية، ولا إيفيان ولا الصومام.. نوفمبر هو البيان، وغيرها.
كل ذلك كان لإبراز هوية وأيديولوجية حراك 22 فبراير 2019 على ضوء بيان أول نوفمبر 1954، وهما الشعاران اللذان التزم بهما الرئيس عبدالمجيد تبون أثناء حملته الانتخابية، وعلى أساسهما تمَّ انتخابه، ولكن مسودة الدستور جاءت مخالفة لذلك، ما تسبب في تشنج لدى الشارع الجزائري وتحريك السواكن.
هناك لوبي خفي في الجزائر يدفع باتجاه تعفين الوضع من جديد والعودة إلى ما قبل 22 فبراير 2019، وهذا ليس ببعيد، لأن من أشار على الرئيس بفتح ورشة مسودة الدستور الآن كأولوية، لا أظن أنه حسن النية، لأن هناك كثيراً من الأولويات تسبق مشروع الدستور، خاصة الجبهة الاجتماعية والشبابية بالذات، ناهيك عن القضايا الخارجية، وأهمها: الوضع في ليبيا.