الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«كورونوفوبيا».. والمنظومة المتوحشة

«كورونوفوبيا».. والمنظومة المتوحشة
محمد أبوهرجة كاتب صحفي ـ مصر

هناك خوف وهلع من الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم.. فهل ينضم فيروس كورونا إلى قائمة «الفوبيا»، التي نعلم جيداً أنها مرض نفسي؟ يُعرَّف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو رؤية أجسام أو أشخاص معينين.

وفي حقيقة الأمر، فإن الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المُصاب عادة يعيش في ضيق وضجر، ولو قمنا بالقياس لما يحدث الآن سنجد أننا أمام إحدى حالات الفوبيا من هذا الفيروس الذي طبق العدالة على الجميع، فأصبح لا مفر منه، وكأنه يتعمَّد إعطاء العالم درساً محدداً.


طبيعي أن يعم الخوف البشر جميعهم، من كثرة ما يرون من مشاهد الموتى والتوابيت أثناء دفنها والشوارع الخالية ومتابعة أعداد الوفيات والإصابات يومياً، وصور الموتى في مواقع التواصل الاجتماعي من أقارب أو زملاء أو جيران، وتوقف الحركة بين دول العالم، بل بين المدن في الدولة الواحدة، وفي بعض الحالات داخل المدن والقرى، وانهيار الاقتصاد، وتضارب البورصة حيث تتقلب صعوداً وهبوطاً وسط ملاحقة عيون المضاربين بالأسهم، كل تلك الأوضاع أنتجت حالة من الهلع لدى البعض، وأصابت العلاقات الاجتماعية فى مقتل.


لذلك أصبح من الضروري على العلماء، أثناء بحثهم عن لقاح أو علاج لهذا الفيروس، أن يبحثوا عن علاج للصحة النفسية العالمية، ونشر برامج توعية وتطوير علاج المتعافين، أو حتى من كان مشتبه إصابتهم من إساءة الآخرين لهم، وكأن هذا الفيروس اللعين كان من اختيارهم.

لقد كشف كورونا المنظومة المتوحشة التي تحكم العالم.. منظومة لم تكن تهتم بالإنسان كما كان يدعي أصحابها، ويروجون لها من خلال سيطرة وهمية، دمّرها الفيروس بالضربة القاضية.