السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ثُلاثيّة الإعلام الإماراتي.. ومواجهة كورونا

ثُلاثيّة الإعلام الإماراتي.. ومواجهة كورونا

د. أمل ملحم إعلاميّة ــ الإمارات

حقق الإعلام الإماراتي في التعامل مع أزمة كورونا نجاحاً استثنائياً عبر التزامه 3 مسارات، وهي: الصدق، والموضوعية والمسؤولية الاجتماعية، في كل ما نُشِر أو أُذِيع خلال واحدة من أهم الأزمات التي عاشها العالم في العصر الحديث، ما أكد الدور المحوري الذي يقوم به الإعلام في المجتمعات وقدرته على نشر رسائل توعوية وتهيئة أفراد المجتمع للتعامل مع تداعيات الأزمات المختلفة ومنها جائحة كورونا، بما تركته من آثار نفسية واقتصادية واجتماعية.

وبدا هذا النجاح والحضور لكل من: الإعلام التقليدي والحديث في الإمارات منذ الإرهاصات الأولى للأزمة في بدايات العام الجاري عبر المتابعة اللحظية لكل مستجدات الجائحة، والحرص على تزويد الرأي العام بالحقائق أولاً بأول، وكذلك الزخم الهائل من الرسائل التوعوية التي جرى بثها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة من جانب وسائل الإعلام الرسمية التي أسهمت بتنوير الجمهور بكيفية التعاطي الإيجابي مع الأزمة، والالتزام بالإرشادات والتعليمات الرسمية، التي تكفل الصحة والسلامة لكل أفراد المجتمع، وتقلل إلى أقصى درجة التداعيات السلبية لـ«كورونا».

ولا ننسَ هنا أهمية الإحاطة الإعلامية التي نظمت بواقع 3 مرات أسبوعياً خلال الفترة الماضية، في تحقيق النجاح للنموذج الإماراتي في التعامل مع تداعيات انتشار «كورونا»، لتؤكد أن الجهات الرسمية قدمت نموذجاً عالمياً في التعاطي مع هذه الظروف الاستثنائية، وأن الحرص على هذه الإحاطة والتعاون مع وسائل الإعلام يؤكد دوماً أن الإعلام من بين خطوط الدفاع الأولى عن المجتمعات في مختلف الظروف.

كما اتسمت الرسائل التوعوية التي قام بها الإعلام الإماراتي بالشمولية لتخاطب كافة أفراد المجتمع من كل الجنسيات، ومن النماذج الناجحة في هذا الإطار الملاحق التي أصدرتها بعض الصحف، باللغات الفلبينية، الأردية، المليبارية، تعزيزاً للجهود والإجراءات الاحترازية للوقاية والتوعية.

وفي إطار المسؤولية الاجتماعية للإعلام، والدور الفعال الذي تقوم به مختلف وسائل الإعلام في الإمارات أثناء الأزمة نظم نادي رواد التواصل التابع لنادي للصحافة خلال مايو الماضي جلسة افتراضية لمجلس المؤثرين العرب، حملت عنوان «التعايش مع كورونا.. دور الإعلام الجديد» كشفت عن دور وسائل الإعلام في التعامل مع كورونا، ورفع سقف الوعي المجتمعي بمخاطر المرض عبر المقابلات والتحليلات والفيديوهات، وكيفية دعمه لتجربة الدراسة عن بعد التي أقرتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والإشارة إلى الدور الذي لعبه الإعلام المحلي بشقيه الرقمي والتقليدي والتزامه بالشفافية، واحترام الإجراءات والتدابير الوقائية التي تعلن عنها الجهات الرسمية، وتحليه بالمسؤولية الوطنية، حيث كان نطاق التناول الإعلامي لموضوع الفيروس شاملاً وموزوناً من خلال تطرقه لأبعاد أخرى اقتصادية واجتماعية، وتنوير المجتمع بضرورة الالتزام بهذه التدابير لمواجهة ومحاصرة هذا الوباء.

كما أشاد المشاركون في الندوة بمبادرات التوعية التي نفذها بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي طوعياً كجزء من دورهم تجاه المجتمع وأفراده، لافتين إلى أن الإعلام الإماراتي بكل منصاته تفوق خلال هذه الأزمة، ونجح في تقديم تغطية بلغات مختلفة.

وانتهى المشاركون إلى أن توجيه الاتهام وتحميل منصات التواصل الاجتماعي أو بعض المؤثرين جزءاً من تداعيات الأزمة فيه تحامل كبير ومجحف بحقهم، منوهين بأن الأزمة الحالية ستفرض تغييراً في كثير من المفاهيم والأوضاع السائدة، وأن العالم دخل في تعايش نوعي مع تداعيات وآثار هذه الأزمة بعد أن انحسر انتشاره تدريجيّاً.