الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«أختر الندوي».. رحيل ابن العربية الهندي

«أختر الندوي».. رحيل ابن العربية الهندي
حسان أنوركاتب صحفي ـ الهند

فوجئت الأوساط العلمية في الهند بنعي البروفيسور ولي أختر الندوي، وذلك بعد إصابته بعدوى رئوية منذ حين قصير لم يزد على أكثر من ثلاثة أيام.

ترعرع الراحل في بيئة دينية، إذ كان والده وجده من رجال الفكر الإسلامي، وقد تفانت حياتهما في الدعوة والتربية، فاقتفى على آثارهما، ونشأ نشأة إسلامية وتثقف ثقافة عربية، وعمل أستاذاً في جامعة دلهي حتى ترقى رئيساً لقسم اللغة العربية وبقي حتى أجله.


جدير بالذكر أن له علاقة وثيقة بالجامعة الملية الإسلامية لبدء مشواره العلمي منها، وظلّ يتردد عليها، وقد شاهدت مراراً الحضور ينصتون لما يُلْقي من ملاحظات نقدية بمناسبة حفلات أدبية منعقدة في رحابها.


لقد كان الأستاذ الراحل يعتبر علماً من أعلام الثقافة، ورمزاً من رموز الأدب، كما كان متقياً في الطبيعة ومبدعاً في الموهبة ومولعاً بالعربية.

ومن أبرز ما يتميز به هو المحافظة في أخلافه على ما ورثه من أسلافه، فقد قفا بأولاده على ما تحلى بنفسه من الثقافة العربية الإسلامية، ويذكر الفقيدَ زملاؤه مع روح الإخلاص ونبوع الإلهام كما يشهدون ببروز شخصيته ونبوغ معرفته وعلو مكانته وسمو طموحته، وله دور ملحوظ في تطوير الثقافة العربية في الهند.

ومهما كان له من اشتغال بالمسؤوليات التربوية والإدارية، إلا أن نشاطات البحث والتأليف استمرت دون توقف وانقطاع، ولا سيما أن له حظاً وافراً في تسهيل وتهذيب قواعد اللغة العربية ومبادئ الترجمة، وجل إنتاجه الثقافي إثراء قيم بالمكتبة العربية.. رحمه الله، وطيَّب ثراه، وجعل الجنة مثواه.