الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«صبري» و«نوري».. إبهار في ندوة الهند الافتراضية

«صبري» و«نوري».. إبهار في ندوة الهند الافتراضية
د. قمر شعبان الندوي أستاذ بجامعة بنارس الهندوسية ـ الهند

نظم «مركز الدراسات العربية والأفريقية»، بجامعة جواهر لال نهرو في نيو دلهي، بالتعاون مع أكاديمية التميز بالهند، والمنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام ـ لندن، مؤتمراً افتراضياً دولياً في ذكرى الفقيد البروفيسور ولي أختر الندوي ـ رحمه الله ـ في 20 و21 يونيو الجاري، وقد أبهر الكاتب المصري عبدالفتاح صبري والروائي العراقي شاكر نوري ــ المقيمان حالياً في الإمارات ــ المشاركين من أنحاء العالم المتجاوز عددهم 350 مشاركاً.

لقد أبرز الأستاذ صبري في محاضرته الرائعة أهم محطات المسرحية العربية، مُنوِّهاً بدور الرواد في تطويرها، ومُعرِّجاً على إسهام الأجيال التالية في ترقيتها، وعرض مشهداً بانورامياً عن المسرح العربي من اتجاهات اجتماعية وسياسية وتاريخية، مؤكِّداً أهمية تأدية المسرح العربي لدوره في التنوير والتطوير والتغيير، إذ على الرغم من وجود «المسرحية» في الثقافة العربية منذ القديم في شكل «أَرَجُوز» ومسرح الظل، فقد تأثرت المسرحية المعاصرة بالاتجاهات الغربية الحديثة، كما لفت صبري إلى رعاية أولياء الأمر في إمارة الشارقة للمسرح العربي وتطويره.


أما الروائي شاكر نوري، مؤلف عشر روايات ممتعة، فقد قام في مداخلته القيمة بعرض صورة موجزة عن الرواية العربية، مؤكداً أنها حلّت اليوم محل الشعر لكونها ديوان العرب في العصر الحاضر، غير أنه عبّر عن أسفه على الواقع العربي الثقافي المؤلم بسبب تدني مستوى القراءة في العالم العربي، وهو واقع لن يحفز المبدع على العطاء.


وذهب المحاضر الثالث، وهو الناقد الليبي أحمد عبدالهادي رشراش إلى تقديم عرض موجز عن تطور النقد العربي المعاصر، وقال: «إنه لن يمكن الحديث عن النقد الأدبي المعاصر من غير التطرق إلى المدارس النقدية في الغرب، وتناول أبرز القضايا النقدية الحديثة والمعاصرة في عصر الحداثة والبنيوية التي رافقتها، وعصر ما بعد الحداثة، والتفكيكية التي تميزت بها، وأثر كل ذلك في النقد الأدبي المعاصر».

وسبق أن ألقى في اليوم الأول الشاعر المغربي محمد بنيس محاضرته البليغة عن الشعر العربي المعاصر، وأبهر الحضور بخطابه الثري والرائع جداً، وتطرق في مداخلته إلى أهم المحطات في تطور الشعر العربي المعاصر، وأبرز تطور الشعر الحر، ومراحل تطور الشعر العربي ورواده، وموقع الشعر العربي المعاصر.

أما الناقد الجزائري الشاب الدكتور اليامين بن تومي، فقد عرج على الأدب الجزائري قديماً وحديثاً، مؤكداً أنه أدب ثري وغني، ولكنه لا يزال يعاني من تبعات الاستعمار الفرنسي، فهناك حاجة لتخليصه من الأثر الأجنبي ليكون أدباً عربياً جزائريّاً أصيلاً.

كما تحدث في الندوة المصري الدكتور نبيل أحمد عبدالعزيز رفاعي عن القصة العربية القصيرة المعاصرة، وأثار فيها قضايا عديدة منها: «أن التراث العربي عرف القصة بجميع أشكالها وأن الغرب تأثر بالقصة العربية في العصور الوسطى وأن القصة تطورت عن طريق الترجمة من الآداب الغربية، ومن الناحية الأسلوبية تطورت القصة من الواقعية إلى التعبيرية والتجريدية، وقد استخدم جيل السبعينات والثمانينات التقتيات الحديثة كتيار الوعي والحوار الداخلي»، كما تحدث أيضاً عن القصة الرقمية والفرق بينها وبين الورقية.

وقد أقيمت الندوة في ذكرى البروفيسور «ولي أختر الندوي» أستاذ العربية في جامعة دلهي الذي سقط ضحية فيروس كورونا في التاسع من شهر يونيو الجاري، ومثلت وفاته خسارة عظيمة للثقافة العربية في الهند وتولّى إدارتها الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن، ونسّقها كل من: الدكتور صابر نواس محمد مدير أكاديمية التميز بالهند، والدكتور عبيدالرحمن، والدكتور محمد قطب الدين.