الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المثالية.. والمجتمع

المثالية.. والمجتمع
ياسر محمد عطية الرئيس السابق بنيابة الاستئناف ـ أبوظبي

بعيداً عن النظرة الفلسفية لتعريف المثالية، فنظرتي لها تختلف عن تلك النظرة البعيدة المنال، فهي الصدق والأمانة، وحسن الخلق الذي حثَّ عليه ديننا الحنيف.

وسبب تطرقي للموضوع هو سؤال طرحه علي ابني أثناء تواجده بالمرحلة الثانوية، ذلك أنه قد يتعامل مع الحرفيين فيسألون بعض الأسئلة التي تتطرق لشؤون خاصة، يرى أنها معلومات يجب ألا يطلعوا عليها.. فهل حين يخفي بعض الأمور ولا يصرح بها وأحياناً يضطر للتورية أو عدم الإجابة فهل ذلك يعد كذباً ؟


استوقفني سؤاله وسألت نفسي: هل المثاليّة او الشفافية يمكن أن تكون عائقاً لصاحبها في التعامل مع المجتمع؟ وهل من الممكن أن يوصف صاحبها بالسذاجة؟


وعرضاً.. دار حديث بيني وبين صديق يكبرني سناً قضى حياته في مجال التربية والتعليم، وأنه منذ كان مديراً لمدرسة شهيرة سعى لاستحداث حصة عن المثالية، وظن أن الفكرة ستلاقي رواجاً، لكنه فوجئ باعتراض البعض، إذ إن تدريس المادة على النحو الذي يقترحه سيجعل الطلبة يعيشون في عالم خيالي بعيداً عن الواقع، وقد يصطدمون خلال تعاملهم مع المجتمع في المستقبل.

ترى، ما الحل المقترح لتربية أولادنا وسط التناقضات التي تحيط بهم؟.. هل نتركهم ليحددوا مفهوم الأخلاق وفقاً للبئية المحيطة بهم أم نتمسك بقيمنا وأخلاقنا نؤصلها فيهم مع إعطائهم جرعة من التوعية لكيفية مواجهة المجتمع، والمتابعة لسلوكهم والتغيير التي قد يطرأ عليه؟.. أرى أن الرأي الأخير هو الأقرب للصواب في نظري.