الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أردوغان.. ميكافيلية وصولية

أردوغان.. ميكافيلية وصولية
عبدالله العولقي كاتب ـ السعودية

عقب أحداث الـ11 من سبتمبر 2001، شرعت بعض الأطياف السياسية في أمريكا والغرب بالترويج لنظامَي ماليزيا وتركيا، باعتبارهما الأقرب إلى روح الحضارة الغربية المتمنهجة على آلية الديمقراطية والليبرالية.

ولو تأملنا اليوم حال النظام التركي مثلاً، لوجدناه أقرب إلى الديكتاتورية التسلطية منه إلى النظام الديمقراطي الغربي، ومع ذلك نجده ما يزال يحظى بالدعم الغربي ولو بصورة غضّ البصر عن تجاوزاته التي تصل إلى انتهاك حقوق الإنسان كما هو الحال في سوريا وليبيا، أو التورط في قضايا إرهابية، نظراً لعلاقاته المشبوهة مع القوى المتطرفة في المنطقة!


النظام الحاكم في أنقرة نظام تسلطي بامتياز، ولعل أهم صفة يمكننا ملاحظتها كسِمة تلازمية هي الميكافيلية الوصولية، ولنا في القضية الفلسطينية خبر برهان، فمنذ اعتلاء رجب طيب أردوغان سدة الحكم التركي وهو يعزف على وتر الشأن الفلسطيني، لاستجداء غوغائية الجماهير العربية بصفته المنافح عن قضايا العرب وهمومهم، بينما على أرض الواقع، لا نجد أي مبادرة فعلية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي سوى الهراء الإعلامي.


وهذه الأيام ، يتاجر الرئيس التركي بقضية شعبوية أخرى يداعب من خلالها مشاعر المسلمين في الشرق والغرب، ويستدعي من خلالها الأصوات المتعاطفة لمصلحة أجنداته التوسعية في المنطقة، من ذلك إعلانه تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وهو سلوك ميكافيلي بامتياز، ولا شك أنه يسعى من خلال هذا التوجه إلى إضفاء المزيد من توهج صورة الخليفة العثماني لدى الذهنية العربية.