الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أردوغان المتهوِّر.. وإرهاب حزبه

أردوغان المتهوِّر.. وإرهاب حزبه
عبدالله العولقي كاتب ـ السعودية

انتهيت في مقال سابق بعنوان «أردوغان.. ميكافيليَّة وُصُوليَّة» نُشر في جريدة الرؤية بتاريخ 25 يوليو الفائت، إلى الحديث عن قضية آيا صوفيا، ولمزيد من التفصيل حولها، نوضح هنا: إن بعض المراقبين للشأن التركي يرون الصورة من زاوية أخرى، وهي أن أردوغان يهدف من وراء قضية آيا صوفيا إلى صرف أنظار الشعب التركي عن إخفاقاته الاقتصادية.

إن سياسة أنقرة التوسعية في المنطقة هي السبب الرئيسي للعداوة مع العرب، وتبقى الأحزاب الإخوانية هي أداة التخريب التي يستعملها الأتراك في منهجيتهم معنا، ولو أخذنا تاريخ حزب الإخوان الأردني وعلاقته مع النظام مثلاً، لوجدناها علاقة طبيعية تاريخياً.. فلماذا جاء إعلان عَمَّان مؤخراً بحل حزب الإخوان؟ لا شك أن ذلك يعود إلى التحركات المريبة التي أبداها الإخوان في الأردن وعلاقتهم المشبوهة بالنظام التركي هي سبب قرار الحظر!


من جهة أخرى، فإنّ نمطية السلوك التهوري التي يبديها أردوغان في تعامله مع الداخل والخارج، تذكرنا بأنماط تاريخية صنعت نهايات مأساوية لتاريخها السياسي كهتلر وموسيليني وحتى صدام حسين ومعمر القذافي، وهذا السلوك التهوري ينم عن فكرة خلق وصناعة الأعداء، ولا شك أن آيا صوفيا ستسبب لتركيا مشكلة عميقة مع الغرب ومؤسساته الدينية، لكننا لو تأملنا سلوك الخليفة الواهم عموماً، لوجدنا صراعاته، اليوم، تمتد لتشمل روسيا وفرنسا وإيطاليا واليونان وأرمينيا بالإضافة إلى الدول العربية، وهذه العدائية المتصاعدة ربما ستفرض يوماً ما تحالفاً دولياً للقضاء على الإرهاب المتفشي من داخل حزب العدالة والتنمية التركي.