الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الأزمة الليبية.. وكذب القوى الدولية

الأزمة الليبية.. وكذب القوى الدولية
د. محمد مسعود الأحبابي باحث سياسي ـ الإمارات


لعله يأخذك العجب عندما تندِّد الولايات المتحدة بكافة التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، وتناشد الليبيين بالاعتماد على أنفسهم في بناء بلد موحد! فمستشار الأمن القومي الأمريكي «روبرت أوبرين» صرّح في أغسطس الماضي على لسان الرئيس دونالد ترامب بعدم وجود طرف منتصر في ليبيا، وبأن أطراف القوى الأجنبية التي تحاول استغلال الصراع في ليبيا تهدد الاستقرار الإقليمي والتجارة العالمية.

كيف نفهم هذه التصريحات وقوات (أفريكوم) الواقعة تحت سيطرة وزارة الدفاع الأمريكية، قد منحت القوة العسكرية الأمريكية فاعلية واضحة في ممارسة نشاطاتها عبر القارة الإفريقية؟


إن الاستقرار الذي نبحث عنه في بلادنا لن يكون إلا على حساب قهر الأطماع الأجنبية، التي تحاول، جاهدةً، المحافظة على اضطراب الصراع بموازنة طرفَيه في كل بلد عربي زُرعت الفتنة في أرضه، بدعوى الظلم الواقع على شعبه، ليتم صنع ظلم حقيقي يهب القوى المُتطفلة ما تطمحُ إليه وتنتظره منذ فترات الاستقرار الحقيقي الذي تمرد عليه بعض شعوبنا.. تلك القوى الدولية الفاعلة، الموجودة عسكرياً على الأرض، تعيد بعث الاستعمار من جديد، خاصة بعد أن بدت قابلية عودته لدى بعض الدول العربية.


والحقيقة، التي يتم التغافل عنها في ليبيا وغيرها، هي أن النداءات الفارغة لتهدئة الأوضاع وصنع الاستقرار، ما هي إلا كذبات تطلقها القوى الساعية وراء أهدافها، وبالرغم من ذلك، فإنها تنطلي على كثيرين.. ما يزال قطار الأطماع يمر ويطوف بالعديد من بلدان العرب ليطوِّقها بقضبان حديدية، ليس من السهل كسرها، فكيف ستقف ليبيا أمام قطار واشنطن الآن؟