الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإمارات ـ فنزويلا.. ابحث عن القيادة

الإمارات ـ فنزويلا.. ابحث عن القيادة
ظلال عبدالله الجابري كاتبة ـ الإمارات

كثيراً ما نسمع عبارات تُرجع سبب تطور دولة الإمارات العربية المتحدة إلى كونها دولة نفطية غنية، وهذا يدفعنا إلى السؤال الآتي: ترى ما الذي يجعل دولة غنية جداً مثل فنزويلا، التي تنام على ربع احتياطي النفط في العالم، في حالة مزرية من الفقر والمعاناة؟ وهذا السؤال سبق أن طرحه د. محمد العيسومى في مقاله في جريدة الاتحاد، تحت عنوان: «فنزويلا تناقضات الغنى والفقر» (بتاريخ 30 يناير 2019)، وأجاب عنه، بالقول:«إنه الإدارة».

تبعاً لما سبق، فإن كل أنواع الأسباب التي قد تقف في وجه تطور أي دولة هي غياب قيادة ذات فكر مستنير ورؤية حكيمة يحكمها المنطق، تمكنها من تخطي كل المشكلات والعوائق، والاستثمار في موارد البلاد على الوجه الصحيح في تحقيق الرخاء والتنمية، بالإضافة لرؤية مستقبلية تؤمن استمرار الدولة على الوتيرة نفسها لجهة تحقيق التطور والتنمية دون التعرض لانتكاسة حادة أو انهيار.


بحسب تقرير نشرته صحيفة «يو إس إيه توداي» «USA Today» الأمريكية، نقلاً عن صحيفة «اليوم» بتاريخ 12 أغسطس 2020. ذاك ما جرى لفنزويلا.. تمتلك أضخم احتياطي للنفط في العالم، ولكنها تفتقر إلى الرشد والحكمة، فقد ذكر في التقرير، نقلاً عن ستيفن موريس الأستاذ في جامعة ولاية تينيسي الوسطى، أن إحدى أبرز مشكلات فنزويلا أنها بنت اقتصادها منذ سبعينيات القرن الماضي على نجاح أسعارالنفط، ودفع ذلك إلى وضع كل بيضها في سلة واحدة، فركزت على إنتاج النفط في حين أن الصناعات الأخرى شهدت اهتماماً أقل.


ويتابع موريس قائلاً في التقرير: «عندما كان يرتفع سعر النفط تعمل البلاد بشكل جيد، ولكن عندما ينهار سعر النفط، يذهب كل شيء إلى الجحيم».. وهذا الذي حدث إذ يعزى انهيار فنزويلا وما أصابها من تضخم جامح وانتشار كبير للجوع والمرض والجريمة والهجرة الهائلة من البلاد، كما تذكر التقارير الدولية إلى هذه الرؤية القاصرة، وافتقارها للحكمة والمنطق في قراءة المستقبل، وبالمقابل هناك دول اقتصادها يعتمد على النفط، ومع ذلك تمكنت من تجنب الكارثة التي حدثت لمثيلاتها.
إذن، فبالتأكيد ليس توفر النفط وحده هو مصدر النجاح التنموي الباهر لدولة الإمارات، وتصدرها العالمي في العديد من المؤشرات، بل إن ذلك مرجعه بالدرجة الأولى لحسن إدارة قيادتها ورؤيتها المستقبلية المستنيرة، التي مكنتها من اتخاذ الاستراتيجيات الناجحة والصحيحة، والتي ستمكنها من الحفاظ على وتيرتها التصاعدية مستقبلاً، لقد ركزت الإمارات على التنويع الاقتصادي، الأمر الذي جنبها كوارث التقلبات التي تشهدها أسواق النفط العالمية، وهو الأمر الذي بيّن نهجه المستقبلي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في مقولته: (في الخمسين عاماً المقبلة.. نهيئ كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، ونبني اقتصاداً معرفياً حقيقياً أساسه الابتكار والإبداع والعلوم الحديثة، ونضع بصمتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية، ونشيد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال القادمة، وكانت نتيجة ذلك، أن أضحت دولة الإمارات تحظى بثقة كبيرة داخل البلاد، وخارجها كما أظهر مؤشر«إيدلمان» «Edelman» للثقة في نسخته الـ20 لعام 2020، حيث برزت فيه ثقة الشعب الإماراتي الكبيرة بقيادته، من ارتفاع مستوى ثقة الشعب بحكومته بمعدل 11 نقطة، لتصل إلى أعلى مستوياتها وتبلغ 65% لتكون أكثر الجهات موثوقية على مستوى العالم ولا عجب إذن أن يكون الشعب الإماراتي، دائماً، مسانداً وبقوة لكل مواقف قيادته وقراراتها، في تلاحم كبير بينه وبينها، ليصبح هو خط الدفاع الأول عن بلاده وحكومته.

لقد مكّنت قيادة الإمارات دولتها من تبوّء العديد من المؤشرات والتقارير الدولية، وهذا ما جعلها تمشي واثقة الخطى خلف رؤية قيادتها الرشيدة المستقبلية، لاستدامة الأمن والاستقرار، وضمان التقدم والتطور والازدهار للجميع.