الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لا تكن أسيراً للأحكام المسبقة

لا تكن أسيراً للأحكام المسبقة
عصام كرم الطوخي كاتب ومؤلف ـ مصر

من آن إلى آخر راجع أمورك المحبطة والمزعجة، وحاول معالجتها، وعززها بأفكارك الطيبة، وذكّر نفسك بإيمان ويقين بأنك قادر على السيطرة على كل ما يزعجك، وخاصة من الأحكام المسبقة حتى تتحول من الحياة التي لا هدف لها إلى حياة عامرة بالمحبة والمودة والرحمة والمعاني الإنسانية الراقية والطموح والأهداف.

الأحكام المسبقة ملازمة للبعض تجدها مغروسة وثابتة في طبعهم، ويستدلون بقرائن واهية يجمعونها من هنا وهناك، ويلونونها بالألوان التي تروق لهم بالظن والتخمين أو من الانطباع الأول أو مخزون الذاكرة والعاطفة، لذلك تجدها أحكاماً ظالمة لأنها تفتقر إلى الأدلة القاطعة فهي تعتمد على مجرد كلام يقال، فتؤدي إلى آفات اجتماعية وآثار سلبية وصراعات خطيرة تمنعهم من فهم الآخر وتفهّمه والتعايش معه والوعي بالذات، لأنها تنبني على الجهل بالموضوع من أمكنة وثقافات مختلفة.


يقول ألبرت أينشتاين: «قليل من الناس يمكنهم التعبير مع رباطة الجأش عن أفكارهم، التي تختلف عن الأفكار المسبقة في بيئتهم الاجتماعية.. معظم الناس ليس بإمكانهم طرح مثل هذه الآراء».


الأحكام المسبقة قائمة على السطحية والابتذال وعلى القوالب الجامدة، التي تشوه الحقائق فتقلل دافعيتك للإنجاز، وتقودك إلى الإحباط وعدم توافقك نفسياً واجتماعياً مع الآخرين، وتعرضك للضغوط النفسية التي تقف عائقاً أمام تقدمك.

أنت سلطان نفسك والجوهر الذي تُصنع منه كل الأشياء والدفء الذي يشع في حياتك، فأنت من تقاوم ظروفك وتحدياتك، وأنت من تهدم ذاتك برفض كل أساليب الراحة عندما تستسلم للإشارات المحيطة بك من سلبيات والانخراط فيها، فتكون أسيراً للأحكام المسبقة.