الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من علّم الخليجيين؟

من علّم الخليجيين؟
محمد سعيد كاتب ــ الأردن

لم تمر تصريحات محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الأخيرة مرور الكرام، لأنها كشفت عن سطحيّة في تناول الأمور، وخطاب شعبويّ بالٍ لا يناسب «الشعبويَّة» الحديثة رغم بشاعتها، فالرجل ما يزال مقتنعاً بأنه لولا بعض الشعوب لبقي الخليجيون أميّين.

لقد تابعت في شبكات التواصل منشورات تدعم ذات المعنى، وكأن هناك من يحاول إقناع نفسه، بأنه أساس النهضة في الخليج العربي، معتبراً ذلك فضلاً ومنّة.


تلك نظرة قاصرة، علاوة على أنها كاذبة خاطئة، إذ لم أعرف معلماً عربياً جاء هنا وعمل بالمجان، بل معظم المعلمين الذين جاؤوا في الماضي، استطاعوا التحول إلى تجّار وأصحاب أملاك في بلادهم، كما أنني لا أعرف مهندساً جاء هنا ليبني مجاناً أوحباً في نشر العمران، فالجميع جاء بمقابل مادّي مغرٍ.


الوافد العربي تقاضى أجراً أعلى من الخليجي المواطن لفترة طويلة، لأن القيادات أدركت أهمية التأسيس للمعرفة، لكن هل يعرف القائلون بأنهم علّموا الخليجيين، أن دول الخليج العربية تخلصت من أسلوبهم التعليمي وتبنّت أنظمة أكثر حداثة، وهي الأكثر تطوراً في المنطقة العربية؟.

كان بمقدور الخليجيين إيفاد عدد من أبنائهم للدول العربية، ليتعلّموا القراءة والكتابة، حسب قول «أبو مازن»، ثم يعودوا ليعلّموا أبناء جلدتهم، لكن دول الخليج تعاملت مع الموضوع بمنطلق عروبي، لجهة أن الفائدة تعمّ الجميع، ولم يتوقعوا وصولنا لزمان يخرج فيه من يتكلم بسطحية.

«من علّم الخليجيين؟».. الجواب هو خير الله الذي خصّهم به، وإدراك قيادات الخليج لأهمية العلم للحفاظ على النعمة، والاستثمار في أكبر عائد منها، لذلك تعلّم أبناء الخليج في أكبر جامعات العالم، وقادوا ثورة اقتصادية وعلميّة مبهرة، والمتباهي بأنه علّم الخليجيين القراءة، نسي أن الخليجيين يملكون اليوم مفاعلاً نووياً، وجامعات للذكاء الاصطناعي، وهم في طريقهم إلى المريخ الآن.