الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

في الهند قرأتها

في الهند قرأتها
ميرا عبدالعزيز مهندسة ـ الإمارات

لفتت نظري عبارة: «عودوا محملين بالذكريات»، بينما كان عقلي مشغولاً بالتفكير في عدد الحقائب، التذاكر، المقاعد، وإجراءات السفر.

كان وداعاً حنوناً بطريقة لم أكن متهيئة لها.. مشيت.. لا تزال عالقة!.. أخذتها على محمل أن تكون وصية من السماء لي.. أن أصنع ذكريات ولحظات سعيدة في أرض الله الواسعة حتى تشهد الأمكنة.


زُرْت وجهتي هذه قبل سبعة أعوام، لا أزال أترقَّب كيف سيكون شكلها.. أَكُبرت؟ ربما أحبَّت وأزهرت؟ هل لا تزال تمطر دون سابق إنذار؟


استقبلتنا المدينة بالمطر، يبدو أنها تحمل شعوراً مُشابهاً لشعوري بالسعادة، لكن كلينا يختلف في التعبير.

أراقب المنازل الملونة الملتصقة ببعضها، يُخيَّل إليَّ أن هناك فتاة صغيرة بملامح هندية قديمة، ذات شعر أسود طويل، وعينين واسعتين، تحمل كتاباً وتمشي وتقرأ.. يقال عنها «غريبة الأطوار»، ولكنها تحمل عالماً واسعاً.

رفيقي لهذه الرحلة هو كتاب «الأرض المنخفضة».. ليست صدفة أن أكون في الهند وأقرأ هذه الرواية، تعمدت أن آخذها إلى موطنها وأقرأها فيه، حتى لا تشعر بالغربة وأشعر أنا بقيمة السفر مع الأدب.

وفِعْلاً كونك تمشي في المدينة وترى أبطال روايتك بين شوارعها، وتسمع أصواتهم مع أصوات الناس المتداخلة وضوضاء المدينة.. أن تعيش أحداث الرواية في الواقع، شعور لا يضاهيه إلا أن تكون أنت بطل هذه الرواية، فالسفر مع الأدب لا يأخذك فقط إلى دولة ما، ولكن إلى عوالم ومشاعر ومنازل هذا البلد.

ومن «الأرض المنخفضة» في الهند أخذت عهداً على نفسي أن أعود من سفري دائماً محمّلة بالذكريات الأدبية.. وما شهدته الأرض.