الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المصالحة الأفغانية.. طريق طويل

المصالحة الأفغانية.. طريق طويل
معاذ وليد أبو دلو محام وباحث في القانون ــ الأردن

هل سينتهي الصراع الأفغاني الممتد لأكثر من 45 عاماً من خلال مصالحة الدوحة، واجتماعات مجلس السلام مع طالبان وبعض الفصائل المسلحة، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية؟.

منذ سقوط الملكية والتي نجم عنها وصول الحكومة الثورية إلى السلطة ومعارضتها من قبل الفصائل والشخصيات، ودخول القوات السوفييتية لدعم الحكومة الثورية ـ امتد هذا الدعم لمدة 10 سنوات ــ ومن بعد خروجها تناحرت الفصائل واشتعلت الحرب الأهلية، وهيمنت الحركة القومية الإسلامية (طالبان) على السلطة منذ عام 1996 حتى الاحتلال الأمريكي لأفغانستان عام 2001 لإنهاء السيطرة الطالبانية، وفرض الاستقرار ووقف دعم الإرهاب كما زعمت الولايات المتحدة الأمريكية.


ومنذ بداية العام يحاول ما يسمى بمجلس السلام المشكل من شخصيات أفغانية وبعض الفصائل، إنهاء الصراع الداخلي، وعلى وجه الخصوص بين الحكومة وطالبان، الذي تشارك فيه أيضاً أمريكا من خلال التفاوض مع طالبان، التي تطالب بموجبه بانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والإفراج عن الأسرى وعدم التدخل بالشأن الأفغاني، على أن تقوم طالبان بتسليم السلاح والمشاركة في الحكومة والاتفاق مع الحكومة على بعض الملفات، منها: حقوق المرأة، والأقليات، ونظام الحكم.


الصراع في أفغانستان جعلها تتصّدر قائمة الدولة الفاشلة على الصعيد العالمي، لذلك فإن جلسات المصالحة سوف تكون محفوفة بعوائق عدة، ولكن هي بداية إيجابية لإنهاء الصراع، وإيقاف إراقة الدماء، ووقف تصدير المسلحين لدول العالم، وبدء العمل على التنمية داخل الدولة الغنية بالنفط والغاز والمعادن من نحاس وفحم.. إلخ.

لا شك في أن الطريق طويل لإتمام المصالحة وإنهاء الصراع، ولكن من الأفضل وخاصة لطالبان أن تعمل جاهدة لتحقيق ذلك، حيث إن قوتها الآن ليست كما كانت بالماضي.