الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«محمد».. رسول السلام والسعادة

«محمد».. رسول السلام والسعادة
د. معراج أحمد الندوي أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند

بزغت شمس الهداية وأشرقت العالم بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين وبعثه إلى خلقه أجمعين، وقد جاء متمماً لمكارم الأخلاق، حتى صار الدين الحنيف الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم برداً وسلاماً على الكون والبشرية جمعاء.

طلعت شمس النبوة المنيرة وتبددت الظلمة لأنها كانت تحمل رسالة السعادة إلى الإنسانية كلها، بما تضمنته من قيم المحبة والعفو والعدالة والمساواة، كما أحدثت تحولاً هائلاً في مسيرة مجتمعات الجزيرة العربية.


وتدعو الرسالة النبوية إلى التقارب والتعاون والحوار على كلمة سواء، وتسعى إلى بناء المجتمع البشري الذي تسوده قيم الإيمان، التي توحّد ولا تفرق، وتبني ولا تهدم، وتبشر ولا تنفر، وتعلي شأن الفضيلة، وتصون الكرامة الإنسانية وتحفظ الدم والعرض والمال، وتمنع الظلم والعدوان والإكراه والسلب والنهب والإيذاء.


وقد قامت هذه الرسالة النبوية ببناء المجتمع المتراحم القوي المتماسك، الذي تسوده قيم الرحمة والمودة والتسامح، والتعاون على البرّ والتقوى، والتعاون على نبذ العدوان والإثم، والحضّ على إفشاء السلام.

لقد قام الرسول بإرساء قواعد التعاون بين شعوب العالم وأمم الأرض، والحوار بين الثقافات والحضارات على تحقيق المصلحة العامة المشتركة التي تؤدي إلى إقامة السلم العالمي، وحفظ الحياة الإنسانية وصيانة الكون وموارده، ورعاية جميع المخلوقات.

وبلّغ الرسول الكريم الرسالة كما وصلته بكل أمانة، وفرض على أتباعه الشعائر التي تقرِّبهم إلى الله تعالى، وشرّع لمجتمعه كتطبيق أول للرسالة مع الواقع، وهنا كانت القفزة النوعية، إذ وضع أسساً لم تصلها الإنسانية إلا بعد مئات السنين، أولها: المساواة، فأصبح الناس جميعاً سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، وهذه التقوى تنعكس في العمل الصالح، وهذا علينا أن نسعى إليه جميعاً.