الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«طلال أدهم».. رجل أعمال سعودي عاشق للفنون

«طلال أدهم».. رجل أعمال سعودي عاشق للفنون

dav

حجاج سلامة مدير تحرير مجلة «تشكيل» ـ مصر

كانت الفنون، وما تزال، هي الأكثر تأثيراً في وجدان البشر، وفي تشكيل ذاتهم وبناء أفكارهم، بل وفي توجيه مسار حياة الكثيرين على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم واختصاصاتهم ومواقعهم الطبقية.
والدكتور طلال أدهم، الحاصل على شهاددة الدكتوراه في الهندسة المدنية، وصاحب أحد المكاتب الاستشارية ذائعة الصيت في مجال الهندسة بالمملكة العربية السعودية، هو أحد الذين تأثروا بالفنون بوجه عام، والفنون التشكيلية بوجه خاص، وكانت أحد عوامل التحول في مسيرته العملية والحياتية والفكرية أيضاً، وقد كرمته في أكتوبر الفائت «المنظمة الفيدرالية لأصدقاء الأمم المتحدة» على هامش ملتقى رؤى عربية في نسخته السادسة، والذي أقيم في قاعة الأهرام للفنون، على شرف الفنان القدير الراحل طلعت عبدالعزيز، طلال أدهم جذبته المعارض واللوحات والمنحوتات الفنية، واحتلت مساحة كبيرة في حياته، وصار من رواد مختلف الفعاليات الفنية والثقافية، كما أصبح شغوفاً برؤية كل جديد في عالم الفنون التشكيلية، وهو اليوم أحد البارزين في مجال اقتناء الأعمال التشكيلية في السعودية، وقد تجاوزت مقتنياته الفنية 1000 عمل فني، وتحول الرجل من مهتم بالفنون واقتناء الأعمال الفنية، إلى داعم للمشهد التشكيلي، وذلك بعد مسيرة عشق للفنون بدأت عام 1980، وما تزال متواصلة إلى الآن.
د. طلال أدهم، صار أيضاً من الأسماء الفاعلة في المشهد التشكيلي السعودي، والعربي، وذلك بعد أن أسس عام 2018 «مركز أدهم للفنون» بجدة، ليكون بمثابة ساحة لكل الفنون، وبيتاً لكل فنان، وهو الأكبر من نوعه، بعد أن أصبح يحتوي بين جنباته على 24 غاليري وسوبر ماركت للفنون، وقد كان هدفه من إقامة المركز ـ حسب روايته ـ أن يكون فضاء يحتوي جميع مجالات الفنون تحت سقف واحد، وأن يصبح المركز شرياناً فنياً لتحقيق الإشباع الفني والثقافي لجميع شرائح المجتمع، وذلك تماشياً مع رؤية السعودية 2030، التي أعطت دفعة قوية لشتى القطاعات بالمملكة، بما فيها قطاع الثقافة والفنون.
وقد انضمت إليه نوال أدهم لجهة اهتمامها بالفنون ورعايتها، حتى غدت أحد الراعين الدائمين لعشرات الأنشطة التشكيلية في المركز، وعملت على أن يكون نشاطه وفق رؤية منهجية، تحقق المزيد من التطور للحركة التشكيلية بمدينة جدة بشكل خاص، والمملكة العربية السعودية بوجه عام.
وما يشتمل عليه المركز، «صالون أدهم الثقافي» الذي يعقد لقاءً كل شهر لتناول سيرة ومسيرة أحد رواد الفنون التشكيلية بالمملكة، و«المعرض الفني التشكيلي الإلكتروني»، الذي يركز على نقل إنتاج الفنانين التشكيليين السعوديين إلى العالم، وهذا كله بفضل التحول الذي حدث في حياة ومسيرة الدكتور طلال أدهم.
والحقيقة أن مشهد الفن التشكيلي العربي بوجه عام يحتاج لشخصيات تقدم الدعم لفنوننا التشكيلية العربية، وترعى فعالياتها وأنشطتها، وتعمل على تقديم الوجوه التشكيلية العربية للمتلقّي داخلياً وخارجياً بصورة تليق بإبداعات فنانينا، الذين صاروا يعانون من قلة الدعم، وغياب الرعاة، وتراجع حركة اقتناء الأعمال التشكيلية في شتى بلدان الوطن العربي.
نحن اليوم بحاجة ماسة إلى شخصيات على غرار الدكتور طلال أدهم، ليسهموا بجهودهم في إثراء الحركة التشكيلية العربية، وتقديم الدعم المعنوي والمادي لها، لتتبوأ المكانة التي تليق بها بين الحركات التشكيلية في بلدان العالم أجمع، خاصة أن مجتمعاتنا العربية، صارت غنية بالمبدعين، من الرجال والنساء، والذين يمتلكون قدرات فنية عالية مكنتهم من الوصول للعالمية.