الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حكايتي «حليّ سمورامات».. ووجوه «عشتار»

حكايتي «حليّ سمورامات».. ووجوه «عشتار»
سميرة الحوسني باحثة وتربوية ـ الإمارات

«حكايتي» بدأت منذ عقود، منذ أن ولعت بالقراءة، وشغفت بالحضارات القديمة - سومر وبابل وآشور ومصر القديمة والأمازيغية القديمة والآيبيرية وروما الحديثة والأندلس والسند والمايا وحضارة البحر الأصفر العريقة الثرية ـ وبكل ما تحمله تلك الحضارات من ثقافات وفنون شكلت ذائقتي فيما أرتديه وما أقتنيه.

كل ما حولنا من علامات تجاريّة باذخة وعالمية لم تكن لترى النور دون تلك الحضارات، وما منحته لنا من ذوق رفيع واختيار غني، وابتكار مستمر، حُليّ سمورامات في حقيقتها، وسميراميس في أسطورتها، كانت تراودني في خيالاتي، وفي تداخل الألوان أمام ناظري في الشرفات المطلة على البحار الآزورية، وفي المشي على الرمال الذهبية، فإيماني بأن هذه الأرض لا يمكن أن تكون مجرد ماء وتراب، بل ما يحتويه الماء من خير وبركات يتخللان في الثرى، الذي يتراكم ذهباً وتشكل في أنفس الأحجار.


كل ذلك كان مصدر إلهامي ومنبع أحلام الليل، وأماني يقظة اليوم ونشوره، لولادة «حُلي سمورامات»، الدار التي ستجمع أقدم حُلي في العالم، لسيدات العالم القديم ولآثار الحضارات الباقية.


المجموعة الأولى للدار ستبدأ بأعرق قطعة أثرية تركتها عشتار آلهة الخصب والنماء على مدخل بابل، تلك البوابة الآزورية ـ بوابة عشتار ـ التي أخذت بلُب الرَّايخ القيصري عندما اكتشفها عالِم الآثار الألماني «روبرت كولدواي»، وقاموا بنقلها إلى متحف «بيرغامون» في برلين، ولا أعتقد أن بوابة عشتار تلك قد أخذت عقل الملك الألماني فحسب بل إنها أسرت قلوب الملايين وأوّلهم قلبي وعقلي، ولم تكن بوابة عشتار صرحاً من خيال فهوى، أو ذكريات بشر نُسيَت، أو آثاراً طمرت، إنما هي اليوم عندي ولكم فاتحة الانطلاق، وبثلاثة وجوه: «عشتار-لاماسو»، و«عشتار-مشخشو»، و«عشتار-أكيتو»، وعند تلك الأبواب سنلتقي، وننطلق في رحلة الحياة.