الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لغة الجسد.. والمُحاور الإعلامي

لغة الجسد.. والمُحاور الإعلامي
ليزا عياش صحفيّة في جريدة ذا ناشيونال ـ الإمارات

«يبرع في 4 لغات، العربية والإنكليزية والفرنسية، ولغة الجسد».. هكذا وصف رجل الأعمال والمدوّن اللبناني طوني فغالي، الإعلامي والمحاور اللبناني البارز «ريكاردو كرم» في أحدث مقالة أسبوعية له على موقعه «تيوزديز آت ستاربوكس» الذي أنشأه منذ بدء الثورة في لبنان، وعلى حسابه على الشبكة المهنية «لينكد إن».

استوقفتني هذه العبارة من بين كل الصفات البارزة التي ذكرها الكاتب في منشوره، وتمعّنت في النظر إلى الصفات التي يجب أن تتوافر لدى العاملين في الصحافة والإعلام، والتي يجب على كل محاور ناجح التَّحلي بها، ناهيك عن المصداقية والموضوعية والحياد والشفافية والإبداع.


فن الحوار ليس فقط باستخدام اللغة المحكيّة التي يفهمها المستمعون بل لغة الجسد أيضاً، ففي الوقت الذي يفتقر بعض الإعلاميين إلى ثقافة الحوار من خلال حواراتهم الاستفزازية والمهيمنة، تميّز كرم بنيل قلوب ضيوفه، مستخدماً فن الخطاب وحسن الاستماع، وتعابير في الوجه تعكس خفة روحه ومشاعر أساسية يفهمها الناس في كافة الثقافات، كما تبعث نبرة صوته ـ ذات الوتيرة الدافئة ـ الراحة، وتزيل توتّر ضيوفه إن وُجد.


وإذا نظرنا عن كثب لحركة يدَي كرم أثناء حواراته لرصدنا كم هي هادئة، ولكي يَفهم المخاطَب بشكل أفضل الأسئلة الموجهة إليه، يومئ كرم بهز الرأس متفهماً، تجعل الحوار ممتعاً أكثر، وأحياناً تبدي عيونه ما يضمر في النفس من احترام وتقدير تجاه ضيفه لا يمكن التفوه أو التصريح بهما، إذ تشكل العين جزءاً مهماً في التواصل المهني الفعال، وهي صاحبة تلك اللغة الخاصة من لغات الجسد.

ورغم أن هناك 6 إلى 7 آلاف لغة حيّة في العالم، فإن الطريقة التي تُستقبَل بها رسالة ما قد تتأثر بالإشارات والإيماءات غير اللفظية لمرسِلها، بشكل أكبر من تأثرها بالكلمات المنطوقة ذاتها.