الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

سكان الأرض على قيد أمل

سكان الأرض على قيد أمل
رنا سعادة أستاذة اللغة العربية ـ الأردن

نقف على شواطئ الحياة، نمد أعناقنا ننظر إلى أبعد مدى، لا نرى إلا البحر في امتداد لا تبدو له نهاية، لكننا نبقى منتظرين لأننا ما نزال على قيد أمل.

ضغوطات الحياة تعصف بنا، وتأخذنا باتجاهات لا نريدها، وتفرض علينا بعض القرارات أحياناً.. قد نعفو رغم قسوة الظلم، ونعود رغم أن البعد دواء لأمراض النفوس، ونصبر رغم نفاد الوقود، ونظل على قيد أمل.


نسمع الأخبار، ونغفو على لحن أغنية.. يعترينا اليأس فتنتشلنا آية من ورد يومي، نتقلب مع كل ما نسمع من قصص وحكايات ومواقف فنفرح حيناً ونبكي حيناً آخر في انتظار نور يشرق لعلنا نبقى على قيد أمل.


وأحياناً نشعر أن الأرض قد ضاقت بما رحبت، وأننا في سجن كبير نود الخروج منه، تبدو لنا حالنا كأنها بطل في قصة تدور حول قضية أو جريمة بلا مجرم يجلس المتهم فيها ـ وقد قُطع لسانه ـ على كرسي اعتراف.

نرقص على أوجاعنا ونعانق الفراشات فرحاً، ونمسح دموعنا بمنديل الحياة، ونسير خلف بارقة سعادة في كل الاتجاهات، ونرتشف فنجان قهوتنا لنظل على قيد أمل.

ترتفع أصوات السكان في مناطق عدة مستنجدة متلهفة للحياة، وتفيض مياه النيل فتغرق البيوت وتودي بالقرى والمدن، وتتعالى الانفجارات تنسف البيوت.

تفطر القلوب وتزهق الأرواح، ثم ينزل أبناء مدينة الحب حاملين معاولهم ليزيحوا الدمار، فعل بسيط وسط دمار عظيم! ياللعجب! القلوب العظيمة ـ حق ـ هي تلك التي تحملها أجساد البسطاء.

قضايانا الكبيرة التاريخية والمصيرية تُطوى صفحاتها وتوضع على رفوف التجاهل والنسيان، إلا أننا وعلى الرغم من الغصة التي تخنقنا نظل وسنظل ـ ولو بعد حين ـ على قيد أمل.