الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الهاتف الذكي».. رابع الأساسيات

«الهاتف الذكي».. رابع الأساسيات
د. معراج أحمد الندويأستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند

منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض باعتباره كائناً بشرياً، تولَّدت لديه حاجات ودوافع نفسية واجتماعية جعلته يبحث عن طرق وأساليب لإشباعها، ومن بين هذه الحاجات الاتصال، الذي يكتسي أهميته في الحياة اليومية لنقل المعارف والمعلومات والإحساس والمشاعر.

ويشكل الاتصال اليوم أحد المتطلبات اللازمة للحياة البشرية، فقد عرف قفزات نوعية غيرت حياة المجتمعات، فمن عصر اللغة والتخاطب، إلى عصر وسائل الإعلام المختلفة حتى الوصول إلى عصر الاتصال التفاعلي الذي شهد العديد من التكنولوجيا الحديثة، والتي حوَّلت العالم إلى قرية صغيرة، ومن بين هذه التكنولوجيات المستجدة «الهاتف الذكي»، الذي انتشر في كل أرجاء العالم.


واليوم أصبح من أهم وسائط التفاعل بين الأفراد عوضاً عن الزيارات والالتقاء المباشر، فتحولت العلاقات الاتصالية إلى علاقات إلكترونية افتراضية، ومعلوم أن الاتصال هو انتقال المعلومات والمعارف والأفكار والأحاسيس والمشاعر، وهو نشاط إنساني حيوي تطور عبر وسائله وقنواته تطوراً كبيراً عبر العصور.


لقد أضاف التطور التكنولوجي وسائل اتصال حديثة تيسر نقل المعرفة والمعلومات، وبثها من خلال أوعية غير تقليدية، وكل هذه الوسائل التي أصبحت متاحة للجميع، والتي كان سببها ثورة المعلومات التكنولوجية، أتاحت التكنولوجيا الحديثة للجميع فرصة الحصول على المعلومات منها في أي وقت كان، وفي أي مكان.

لقد أصبح الهاتف الذكي عنصراً أساسياً في حياتنا، واليوم من الصعب العثور على إنسان وهو لا يحمل هاتفاً ذكياً في جيبه، ومنذ ظهوره في حياتنا أصبحنا ننجذب تدريجياً لسحره، ونشعر بأننا أكثر اتصالاً بالعالم من حولنا، فليس الهاتف الذكي مجرد وسيلة ممتعة للإنسان، بل هو أساس حياته، وهو تعبير عن نفسه بكل كيانه وذاته وأحاسيسه ومشاعره، ولم يعد الهاتف الذكي ضرورة الوقت للاتصال فحسب، بل أصبح لازماً من لوازم الحياة المعاصرة كالماء والنور والهواء.. إنه اليوم، رابع أساسيات الحياة.