السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ليس للطّيبة جيل

ليس للطّيبة جيل
د. رامي عبد الله شاعر وباحث في مجال القيادة ــ الأردن

ظهرت فكرة تصنيف الأجيال البشرية في بعض المجتمعات كمحاولة لفهم مميزات وقدرات كل جيل، من أجل تجسير فجوات التواصل بين الأجيال والاستفادة من عملية نقل الخبرات، وأيضاً محاولة للحفاظ على النسيج الاجتماعي وتجنب مظاهر الإقصاء او الصِدامات التي قد تحدث نتيجة للفروقات المرتبطة بالمراحل العمرية للفرد.

فمثلا أطلق المتخصصون في مجال علم الاجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية مسميات مثل جيل طفرة المواليد، وجيل X وجيل Y، وجيل Z وجيل الآلفية وصولا إلى جيل ألفا، حيث قاموا بربط كل جيل بمرحلة زمنية محددة لرصد صفات مشتركة بين أبناء الجيل الواحد.


إن التصنيف المنظم للأجيال الذي يستند على أساس علمي سيكون له الأثر الإيجابي في تحديد مسارات التنمية والاستفادة الحقيقية من رأس المال الاجتماعي للشعوب.


وفي شارعنا العربي، ظهر مصطلح «جيل الطيبين» كمصطلح غير رسمي بمعنى أنه لم يصدر عن جهة علمية ولكنه متداول بين عامة الناس، كإشارة لمن ولدوا في عقود ماضية، حيث أن الصورة النمطية الأساسية المرتبطة بمصطلح «جيل الطيبين» هو أن هذا الجيل يمتلك الأخلاق والطيبة والنخوة وغيرها من الصفات الحميدة، ويعطي رسالة مبطنة أن الجيل الحالي على النقيض تماماً.

إن وصف جيل دون أخر بصفة الطيبة أمر خطير للغاية حيث أننا بذلك نعطي تبريراً لكل الأفعال السلبية، التي قد يمارسها أبناء الجيل الحالي من منطلق أنهم جيل شرير، والتاريخ يؤكد أن الخير والشر موجودان في كل عصر وفي كل مرحلة، لذلك علينا الحذر في تصنيفاتنا.