الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الاحترام.. وإعلاء الذات

الاحترام.. وإعلاء الذات
د. محمد سعيد حب النبي أستاذ جامعي ــ مصر

من العبارات الملفتة لعالم النفس الأمريكي الشهير «ألفرد أدلر» أشار فيها إلى:«أن تلهف الإنسان للتقدير والاحترام هو المحرك الأول في هذه الحياة» وهي عبارة تستحق التوقف الطويل؛ ذلك أن الاحترام مفتاح مضمون للقلوب المغلقة، ودرع واق يحمي الذات من الآخر وانتهاكاته.

وكلنا يستشعر السرور والرضا النفسي إذا استشعرنا تقدير الآخرين لنا ورضاهم عن مواقفنا، كما لا تخمد لنا رغبة في حصولنا على إطراء الآخرين لنا، والظفر بإعجابهم بنا، وإدراكهم لقيمتنا ووجودنا، والعجيب في الأمر أن التقدير مهما كان متضائلاً ؛ فإنه يحظى بالتأثير المدهش على النفس الإنسانية، ليمثل دافعاً للمضي قدماً في الحياة.


ومنح الاحترام والحصول عليه جزء أساسي من التعاملات الراقية بين الناس، والذي يمارس سلوك الاحترام يتمتع بإحساس الثقة في معالجة الأمور ومواجهة المواقف الصعبة والمشكلات التي لا تفارق حياتنا المعتادة.


ولا ينبغي أن يقف إشباع الحاجة للشعور بالاحترام والتقدير عند حد الكلام، إذ لابد أن يقترن القول بالعمل، وأن يكون سلوكاً مستمراً ومبدأ لا ينبغي أن يخالفه الإنسان مهما حدث.

ولعلماء الاجتماع رأي في ذلك؛ فهم ينصحون الشخص الذي يتعرض لتعامل يفتقد للاحترام والتقدير، ألا يبادل الآخر الطريقة ذاتها، بل عليه التزام الهدوء، فلا يسمح للغضب بالظهور بل يجب السيطرة عليه، والتريث قبل رد الفعل، أو استخدام أسلوب الردع المتمثل في الصمت الواثق، الذي يعلي الذات ويشعرها بقدرها وقيمتها.

إن وقائع الحياة تثبت أن الإنسان يستطيع أن يزيد قيمته وأهميته لدى الآخر، إذا كان حريصاً على ترك انطباعات جيدة عن نفسه، وهي انطباعات إنسانية -لاشك- تدوم.

وخلاصة القول: إذا احترمت ذاتك بادلتك الشعور نفسه، وإذا وثقت بها منحتك احترام الآخرين.