السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الاعتماد على الذات.. وروتين الحياة

الاعتماد على الذات.. وروتين الحياة

سعيد محمد علي المرشدي موظف ـ الإمارات

منذ خروج الإنسان من بطن أمه، وقدومه إلى هذه الدنيا تبدأ المرحلة الأولى له من الرعاية والعناية من قبل والديه، فتتولى أمه ارضاعه والقيام بواجبات الحضانة، حيث أنه لا يزال في هذه المرحلة ضعيفاً لا يستطيع حتى العمل على تثبيت واستقامة رقبته.

وما إن تمر الأيام إلا ويصبح قادراً على الزحف وأخيراً المشي، ثمّ تتوالى الأشهر بعد ذلك والسنوات، ويكبر هذا الطفل، وبعدها تأتي مرحلة الروضة، وتتلوها المدرسة الابتدائية، وفِي هاتين المرحلتين يعتمد الولد على والديه بشكل كبير سواء من جانب المصروف اليومي أو حتى شراء مستلزمات المدرسة، وصولاً إلى وسائل النقل التي يعتمد بها على والديه أو حتى إخوانه الكبار، وأخيراً تليها المرحلة المتوسطة.

وفي المرحلة الثانوية التي هي آخر المراحل التي يعتمد الإنسان فيها على والديه بشكل مباشر، ليبدأ مرحلة الاعتماد على الذّات في المرحلة الجامعية سواء عن طريق الابتعاث إلى الخارج أو الدراسة في احدى الجامعات داخل الدولة.. إنها أولى مراحل الكفاح، خاصة إذا ما كان مقر الجامعة بعيداً نوعاً ما عن المنزل، فهنا يبتعد الفرد عن الأسرة، ثم يشق طريق الغربة معتمداً على نفسه في معظم أمور حياته، سواء في دراسته أو سكنه أو حتى في طرق المواصلات من وإلى الجامعة، فالثقافة هناك مختلفة تماماً وكذلك الطعام والشراب ووصولاً إلى اللغة.

وينهي الفرد مرحلته الجامعية، وهنا يحين وقت الدخول إلى أجواء العمل، الذي يكتسب فيه الفرد الدخل والخبرة، ويطور به مهاراته وقدراته، وصولاً إلى الترقية في مجال الوظيفة، وبعدها يقبل الشخص على الارتباط والحياة الزوجية، ويكون أسرة جديدة ويسكن ـ في الغالب ـ بيتا غير الذي تعود عليه، وتعود بعدها دورة الحياة من جديد مع أبنائه، وهكذا هي الحياة في روتينها تجدد.