الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

النقد الأدبي.. واضطهاد المبدع

النقد الأدبي.. واضطهاد المبدع
منى صالح النوفلي كاتبة وقاصّة - الإمارات

كِتَابتي للقصص القصيرة منذ أن بدأت في وقت ليس ببعيد، أشعرتني بحاجتي الماسَّة وبلهفة لمعرفة انطباعات القراء سواء كانوا متخصصين في مجال النقد الأدبي أو قرَّاء عاديين، لذلك يسعدني إطراء صديقتي لي تارة وكذلك نقدها لجانب معين من قصتي حال قراءتها تارة أخرى، والواقع أنه لا يزعجني تجاذب الحديث معها للنقاش، وذلك كونها مهتمة بسماع وجهة نظري في رأيها، وأيضاً كوني سعيدة باهتمامها بعملي الأدبي.

غير أن أكثر ما يُثير دهشتي هو صدامي بواقع النقد الأدبي الحالي المُصدَّر لنا من بعض الكُتَّاب المخضرمين، فلوقت طويل ظننت أن النَّاقد يهدف إلى تفسير العمل والحكم عليه بشكل موضوعي، ضمن عملية نقدية، بحيث يتناول الجوانب الإيجابية والسلبية في إطار علمي سعياً لمساعدة الكاتب على إنجاز أعمال أدبيَّة لاحقة، تكون أكثر جمالاً لتثري سيرته من جهة، وتُثْري عالم الأدب من جهة أخرى.


عمليّاً، لم ألمس قوة الحوار بين الناقد والكاتب، كما لم أقتنع بالحجج في عرض الجوانب القوية والضعيفة للعمل، وقد يعود السبب في ذلك إلى تدخل المواقف الشخصية في نقد العمل الأدبي، كون الناقد ـ عادة ـ ينحاز إلى فكر معيّن أو مدارس ومذاهب أدبية خاصة، أو إلى أشخاص بعينهم، وقد تدخل الأسباب الشخصية، ومنها: عداء الناقد للكاتب مثلاً، ما يسبب اضطهاداً له.


وعادة يغيب الضمير المهني عند بعض النُّقاد، حتى إنهم لا يراعون البعد المعنوي للكاتب، ويشككون في معلوماته ومهارته، ولا يتيحون له فرصة للحوار بتجاهل يحمل أسلوباً عدائياً، ما يُفقد النقد الأدبي وظائفه الأساسية.