الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الميثولوجيا الإغريقية.. استمتاع دائم

الميثولوجيا الإغريقية.. استمتاع دائم
إيمان منتصر إعلامية - مصر

تمثل «الميثولوجيا الإغريقية» مجموعة الأساطير والخرافات التي آمن بها اليونانيون القدماء، والتي تدور حول آلهتهم، وشخصياتهم الأسطورية المتعددة، وممارساتهم الدينية والطقوسية، كما تهتم بطبيعة العالم، وقد انتشرت هذه الميثولوجيا في البداية عن طريق التأريخ الشفهي، وأيضاً عن طريق الشعر، ويمكن أن نجدها اليوم في الأدب اليوناني.

و«الإغريق» كلمة أطلقها العرب على سكان اليونان القدماء، وقد اشتهرت حضارتهم بالخرافات وتعدد الآلهة، وتعتبر أهمها تلك الموجودة في أوروبا، واشتهرت بها مدن كثيرة مثل أثينا وأسبرطة وطيبة اليونانية.


ومن أشهر الشّعراء الإغريقيين، هوميروس الذي اكتسب شهرته من تأليفه لملحمتين شعريتين تعدّان من أعظم الإنتاجات الأدبية في فن الملحمة الشعرية الإغريقية وهما: «الإلياذة» والأوديسة، من جهة أخرى، فإن أشهر آلهتهم وأعظمها، وهو الإله زيوس كبير الآلهة، وإله البرق والرعد وأبوالآلهة والبشر، ولنعرف كيف تبوّأَ زيوس مكانه ومكانته، فعلينا التحدث في البداية عن أبيه كرونوس، الذي تذكر الروايات التاريخية أنه كان أصغر العمالقة وهو ابن العملاق أورانوس، أمه غايا إلهة الأرض، ولأن عالم الآلهة الإغريقية مليء بالمؤامرات والخداع، قامت الأم غايا بتحريض ابنها كرونوس على قتل والده أورانوس، وكانت الأم تخفي ابنها زيوس، حيث أرسلته مع طائر إلى جزيرة كريت عندما كان رضيعاً واعتنت به الحوريات إلى أن كبر، وبعد رحيل كورونوس والعماليق أسس زيوس نظاماً جديداً، وبذلك ظهرت مجموعة جديدة من الآلهة، من ضمنها الأولمبيون الاثنا عشر، الذين سكنوا قمة جبل أوليمبوس تحت عرش زيوس.


وبغض النظر عن منظر الآلهة البشري، فقد امتلكوا قدرات خاصة، كالمناعة من المرض والجروح وتأثيرات الزمن، كما كانت لهم القدرة على أن يصبحوا غير مرئيين، والسفر مسافات طويلة في لحظة.

ويقال إن زيوس كان عاشقاً للنساء، ولذلك تزوّج، ما يربو على المائة وخمس عشرة امرأة أشهرهن هي هيرا، والتي لم تكن زوجته فقط، بل كانت زوجته وشقيقته في نفس الوقت، والتي أنجبتها إلهة الأرض ريا من كرونوس، وهي أم هيفيستوس إله النار والحِدادة، وآرس إله الحرب.

ويرمز لهيرا بالطاووس في الميثولوجيا الإغريقية، وُيقَال إن العيون التي كانت موجودة على ريش الطاووس تعود لعملاق له مائة عين، كان يعمل على حمايتها، ولمَّا مات تناثرت هذه العيون على الريش، ولم تكن هيرا بالزوجة السهلة أو الهينة، بل كانت زوجة غيور، كثيرة الطلبات والانتقادات لدرجة أرهقت زيوس نفسه، ومن غيرتها أنها كانت تقتل أبناء زوجها من زوجاته الأخريات فور إنجابهم، ما دفع زيوس لربطها بقيود ذهبية بين السماء والأرض.

وقد ارتبطت معظم الآلهة بجانب من جوانب الحياة. على سبيل المثال، كانت أفروديت إلهة الحب والجمال، وآريس إله الحرب، وهاديس إله الموت، وآثينا إلهة الحكمة والشجاعة، وأبولو إله الشمس، وديونيسوس إله الخمر.

وعلى ذكر أبولو، نذكر هنا أسطورة الحورية كلوني التي كانت تهيم في عشقه، فكانت من مطلع الشمس إلى مغربها، تصفف شعرها من أجل أن تلفت نظر أبولو، واستمر الأمر لسنوات، دون أن ينتبه لها أو لانتظارها، وفي النهاية تحولت لزهرة عبَّاد الشمس، التي تظل تدور مع قرص الشمس من الصباح إلى المساء بانتظار أن يقع حبيبها أبولو في حبها.

وتذهب الدراسات إلى أن شخصيات الميثولوجيا أشخاص حقيقيين في زمن ما، رغم تحميلها أفعالاً وأوصافاً خرافية، وبغض النظر عن حدود الفصل بين ما هو أسطوري وما هو حقيقي في بعده البشري، فإن ذلك لا يحول دون الاستمتاع بالميثولوجيا الإغريقية، التي ألهمت العديد من الشعراء والفنانين على مر العصور.