الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

دوري أبطال إفريقيا.. مصر تنتصر

دوري أبطال إفريقيا.. مصر تنتصر
اتجهت الأنظار الرياضية الإقليمية والعالمية في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي نحو أم الدنيا وتحديدًا إلى العاصمة القاهرة، التي استضافت عرس أفريقيا الكروي والحدث التاريخي الأول من نوعه منذ نشأة بطولة دوري أبطال أفريقيا، وهي وصول فريقين من نفس الدولة لنهائي البطولة الآنف ذكرها، الحديث هنا عن قطبي الكرة المصرية، وصاحبي الجماهيرية الشعبية الجارفة ليس محليًا فحسب؛ بل عربيا كذلك، ناديي الأهلي والزمالك.

استمد النهائي الأفريقي هذا العام إهتمامه، وتشويقه، وإثارته من قِبَل الفريقين أصحاب الموطن الواحد، والسلام الواحد، واللون المختلف، فكان لقاء العملاقة في نهائي البطولة يتلاءم مع نسختها الاستثنائية، وهي الأطول في تاريخ المسابقة نظرًا لظروف الجائحة خيرُ ختامٍ لمشوار كبير خاضه الفريقان للوصول إلى المحطة النهائية، عانا خلاله من بعض التغيرات الفنية، وتضارب في المواعيد والتأجيلات، ثم الإصابات التي أبعدت ستة من نجوم الفريقين عن ساعة الحسم.

نهائي القرن لم يكن حدثًا عابرًا للوسط الرياضي، إذا بدأ الحديث عن القمة المرتقبة مع مطلع نوڤمبر المنصرم بعد أن أكدت الكتيبة البيضاء تأهلها على حساب الرجاء البيضاوي المغربي وملاقاة الشياطين الحمر، وقد حسمت صعودها للنهائي أمام الوداد المغربي في وقت سابق، منذ تلك اللحظة وتفكير جمهور كلا الفريقين منصب حول السيناريوهات المحتملة لنهائي مرتقب من العيار الثقيل سوف يشاهد لأول مرة! بين أزقة الشوارع وأرصفة الميادين، على طاولات المقاهي وفي عربات المواصلات، حيث لا يمكن سماع سوى صدى كلمتي الأهلي والزمالك، وماذا بعد الفوز؟ وماذا في حال الخسارة؟.. فكلاهما يرغب في الانتصار أمام غريمه، كلاهما يريد إسعاد جمهوره بالفوز بالبطولة الأعرق قاريّاً، والتنافس في مونديال العالم للأندية مع أبطال القارات؛ لكن كرة القدم بطبيعتها تعترف بفائز واحد، ولا تبتسم لك على الدوام..


الفائز في هذه المواجهة وإن كان ناديًّا بعينه، وهو الأهلي صاحب الإنجازات والأرقام القياسية، فالفائز الأكبرهي مصر بكوادرها وكياناتها ورياضاتها التي شكلت جزءًا من قواها الناعمة، واستغلال هذه المناسبة والحدث التاريخي الذي جمع بين قطبيها الكبار لتحصين جمهورها الكروي بالروح الرياضية، ودحض خلق التعصب بين أنصار الغريمين، وتشجيع الكيان دون خروج عن النص أو التجاوز في حق الرموز واللاعبين، إذ أن الجمهور جزء لا يتجزأ من المنظومة الكروية الشاملة، ونجاحها يرتبط كليًّا وجزئيًّا بوعي الأفراد وكيفية التشجيع المثالي والصحي بعيدًا عن التجريح أوالإساءة في حق الخصم.


وهي الرسالة التي وجهتها وزارة الشباب والرياضة المصرية، متمثلة في الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، قبل أيام من النهائي الكبير، فحملت شعار: (مصر أولاً، لا للتعصب)، إعلاءً لقيم التسامح والروح الرياضية بين الجماهير المصرية، ودور وسائل الإعلام في تعزيز القيم الأخلاقية الرياضية، ومؤازرة الفريقين دون محاباة أو تحيز لطرف دون الآخر، وضرورة عدم تأثر الشباب بما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتخذها أصحاب الضمائر الميتة منبرًا لتأجيج نيران الفتنة وإشعال فتيل الكراهية بين أبناء الجلدة الواحدة.

ولعلي اختم بهذه الوصية وأوجهها لعموم الجماهير المصرية كفرد يعشق اللعبة ويهتم بتفاصيلها؛ بل يعشق بلده قبل أي شيء ولا يرتضي الإضرار به بشكل مباشر أو غير مباشر، حافظوا على سمعة وطنكم، ولا تجعلوا لرعاة التدمير والخراب ثغرًا يتسللون إليكم منه لواذًا، شجعوا بالروح الرياضية وارتدوا ثوب الوطنية وإياكم والانجراف وراء صيحات الكراهية، إنما جعلت كرة القدم متنفسًّا لكم من أعباء الحياة والضغوط، فلا تعكروا صفوها بالعصبية المذمومة، فما كان التعصب في شيءٍ إلا شانه وما نزع من شيءٍ إلا زانه.