الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

انكماش البحيرات واختفاؤها.. مَن المسؤول؟

انكماش البحيرات واختفاؤها.. مَن المسؤول؟
د. ثمامة فيصل أكاديمي وكاتب ـ الهند

مثل كثيرين من الناس غيري، قررت قضاء سُويعات في مهد الطبيعة بعيداً عن أشباح جائحة كورونا، باحثاً عن سكينة للنفس، واعتزمتُ زيارةَ إحدى البحيرات الواقعة في أكناف مرتفعات «آراوَلِي» في ضواحي مدينة نيو دلهي.

وما أن ركبتُ أحد الزوارق واكتحلتْ عيناي بمناظر الطبيعة الخلابة، حتى نسيتُ - ولو لفترة قصيرة - وطأةَ الهموم التي خلفتْها الجائحة، ولكنَّني لم أستطع أن أمنع نفسي عن التفكير في الحالة السيئة لهذه البحيرة الضحلة التي قد تعرضت ـ مثل كثير من البحيرات الأخرى في المناطق المجاورة - للانكماش خلال العقود الماضية.


فهذه البحيرة الصغيرة التي تُدعى دَمْدَمَا، من تلك البحيرات القليلة التي كُتب لها البقاء في أطراف مدينة دلهي، علماً بأن نحو 300 بحيرة قد لفظت أنفاسها الأخيرة في هذه المنطقة خلال العقود الماضية، وليست مدينة دلهي بِدعاً بين المدن الهندية والعالمية الأخرى بهذا الشأن.


وقد سمعنا من قبل عن انكماش عدد كبير من البحيرات بسرعة مزعجة حول العالم خلال القرن الماضي، وأن كثيراً منها قد نفدت مياهُها وأوشكتْ على الاختفاء، منها - على سبيل المثال لا الحصر - بحيرة تشاد التي خسرت نحو 95% من مائها خلال الـ80 سنة الماضية، وبحيرة أُورْمِيَهْ في إيران، التي خسرت أكثر من 90% من مائها، وبحيرة فاغيبين في مالي والتي يقال عنها إنها جفّت تماماً.

وليس انكماش البحيرات هو القضية الوحيدة الباعثة على القلق، بل إن تلوث مياهها وتكدرها بأنواع من النفايات والمخلفات الصناعية وغير الصناعية هي قضية أخرى مهمة، ونحن المسؤولون عن هذه الخسائر الطبيعية التي يتعرض لها هذا الكوكب الأرضي اليوم.

والحقيقة المُرة أننا ننسى بل نتناسى هذه المسؤولية الكبيرة - الملقاة على كواهلنا من قبل خالق هذا الكون - أثناء إنجازنا لمشاريع وخطط معمارية عملاقة.