الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

جنون العظمة.. ومآسي العالم

جنون العظمة.. ومآسي العالم
د. معراج أحمد الندوي أستاذ بجامعة عالية ـ كولكاتا ـ الهند

البارانويا هي «جنون العظمة».. عبارة عن مرض نفسي يعاني منه كثير من الناس في مختلف دول العالم، حيث يواجهون سيطرة أفكار ومعتقدات لها منطق خاص من اختراعهم.

ويتَّسم سلوك مريض البارانويا بالشك والريبة والعناد المبالغ فيه، لإثبات صحة معتقداته وأفكاره، ولا تزال الأسباب الرئيسية لهذا المرض غير معروفة، فصاحبه يبالغ بوصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدعي امتلاك قابليات استثنائية، وقدرات جبارة، أو مواهب مميزة.


كما يشعر المريض المُصاب بالبارانويا بأنه عظيم ومميّز وناجح جداً، متفوّق على غيره بدرجات كثيرة، لذلك يغار الجميع منه ويتآمرون عليه، ويريدون أذيّته والتخلّص منه، ويشكّ البارانويدي دائماً في المحيطين به، ويعتمد على التحليلات السلبية للأمور.


وإذا كان من الطبيعي أن يكون الإنسان أنانياً أو فخوراً، إلا أن هذا الأمر قد يتجاوز الحد الأقصى عند بعض الأشخاص، ويصل إلى درجة المرض، وهو ما يُعرف بمرض جنون العظمة.

وتتعاظم خطورة المرض عندما يصيب الأشخاص الذين يتحمّلون مسؤوليات كبرى في الإدارة أو في السياسة، ففي هذه الحالة تصبح لهذا المرض انعكاسات الكارثة العظمى على المجتمع، بل في الحالات القصوى على العالم بأسره.

مهما يكن، فإن جنون العظمة يعدّ اضطراباً في التفكير، وبالتالي يؤثر على السلوك بسبب تلف في الدماغ، والمصابون بهذا الداء يشكلون خطورة على مجتمعاتهم وكل حسب موقعه وأهميته بالمجتمع، إذ إن مآسي كثيرة في العالم حصلت جراء قيادات مصابة بداء جنون العظمة، دفعت إلى صنع الكوارث والحروب في تاريخ البشرية.