السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

وسائل التّواصل الاجتماعي.. والأسواق الماليّة

وسائل التّواصل الاجتماعي.. والأسواق الماليّة
تغريد السعيد رائدة أعمال وخبيرة في التكنولوجيا الرقميَّة - الإمارات

بحسب ما ورد على الموقع الرسمي للجمعيّة الوطنية لتجار الأوراق المالية المسعرة آليا (نازداك) الأمريكية، والتي تعتبر أول بورصة إلكترونية في العالم (بتاريخ 14 أكتوبر 2019)، يذكر أن الحقائق تمثل 10% فقط من ردود الفعل في سوق الأسهم، وكل شيء آخر مرتبط بعلم النفس.

لقد منحنا تطور تقنيات ذكاء البيانات القدرة على معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات عبر الإنترنت، ما يعني أنه يمكننا الآن اختبار تلك النظرية، حيث يمكننا قياس تأثر السوق بالعاطفة والتفاعلات من خلال مراقبة وتحليل البيانات من مصادر وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالأسهم، وربطها بين ردود الفعل وحركة السوق.


فعلى نظير معظم القطاعات الأخرى، تتواصل الأسواق المالية من خلال مشاركة المعلومات والبيانات عبر الإنترنت، متضمنة الآن وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقوم الأشخاص بالتفاعل عبر هذه القنوات للتعبير عن مشاعرهم وآرائهم سواء كانت من خلال التغريدات أو المشاركة في المنتديات أو المدونات الرقمية، وفي أثناء ذلك يتأثرون بمشاعر وآراء الآخرين.


كما تظهر الدراسات العلمية، أن الأشخاص غالباً ما يتأثرون بالبيانات التي يستهلكونها، وأن قراراتهم أو أفعالهم تتوافق جزئياً معها، فهناك العديد من الأمثلة على استخدام تويتر لبث معلومات قامت على إثارة ردود فعل واسعة النطاق في السوق، وبشكل فوري، بحسب ما ذُكر في الموقع الرسمي لبورصة نازداك الأمريكية.

من ناحية أخرى، يُشكل المحتوى الذي ينشئه المستخدمون جزءاً كبيراً من الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحمل وتسهل تبادل المشاعر بين المستخدمين وتمكنهم من جمع هذا المحتوى في بيانات كبيرة، للتحليل والكشف عن علاقات ذات مغزى بين نقاط البيانات المختلفة، وفيما بينها لتعزيز عملية صنع القرار من خلال تطبيق أساليب، وأدوات ذكاء البيانات على البيانات التي تنقل المشاعر، يمكن الإشارة إليها بذكاء البيانات العاطفية أو تحليل المشاعر.

فهناك بعض البرمجيات الذكية كـ«ستوك بلس» و«إكستاني داتا» وغيرهما من البرامج، التي تقوم على جمع وتحليل البيانات من مصادر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة بلغات مختلفة، تقوم على رصد آلاف مصادر المعلومات عبر الإنترنت بحثاً عن المواضيع المالية ذات الصلة، و تجمع ملايين التغريدات ورسائل الدردشة الرقمية والمقالات الإخبارية، والتعليقات على المقالات بشكل يومي.

كما تتمُ معالجة المستندات النصية غير المنظمة باستخدام منهجيات معالجة اللغة الطبيعية جنباً إلى جنب مع طرق تحليل المشاعر، لاستخراج المواضيع، والتحقيق في البنية الدلالية التحليلية لهذه الكميات الكبيرة من النصوص.

ويمكن استخدام البيانات العاطفية المستخرجة من الشبكات الاجتماعية الرقمية بطرق مختلفة لمراقبة السوق، حيث تتعاون بعض البرمجيات الذكية المذكورة أعلى مع البورصات الرائدة في أوروبا والولايات المتحدة، لتقديم رؤى تستند إلى بيانات المشاعر العاطفية لمراقبة التداول، تقوم على تطوير عمليات مصممة، خصيصاً لمراقبة تداول البورصة لاكتشاف التلاعب المحتمل بالسوق من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل العشوائية، أو الروبوتات لمحاولة التلاعب بالأسعار، ويتمثل جزء كبير من تصنيف هذا النوع من الرسائل في خوارزميات شاملة ومتطورة، لاكتشاف الرسائل غير المرغوب فيها، والقادرة على كشف ما إذا كان المستخدمون أو المؤلفون في وسائل التواصل الاجتماعي ينشرون معلومات خاطئة أو مضللة، وهناك أيضاً نهج أكثر تقدماً يحسب ويصنف السمعة أو درجة تأثير المؤلف على السوق.

في الختام، تعدُّ منصات التواصل الاجتماعي منفذاً للمعلقين الاقتصاديين وصُنَّاع السياسات وأتباعهم المخلصين، لمناقشة المواضيع الاقتصادية الساخنة بتفصيل كبير، بما يؤثر حتماً على قرارات المستثمرين، وروَّاد الأسواق المالية.