الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

جوائز الصَّبر

جوائز الصَّبر
أسيل الرَّملاوي كاتبة صحفية - فلسطين

جلسْتُ والأمل بعينيّ، أتأمَّل في الأفق المفتوح.. قال العزم المعقود: لا تيأس، فالتهليل بالفرح هو المكتوب.. لحظتها لم أكن مرتاحة في جلستي، وكان هناك خياران، إما التقدم خطوة واحدة نحو منحدر يأخذ جسدي نحو كرسي رملي ذي انحدار مريح، أو الاستسلام للوضع التي اختارته ظروف الازدحام حولي.

لنقل بأن التَّكاسل كان أقرب لقرارة نفسي من التحرك نحو ذاك المنحدر، فقد قضيت فترة أنتشل نفسي من أكوام الرمال التي كانت في طريقي وصولاً إلى هذه المنطقة الأنسب لمنطق الجلوس في مجتمع محافظ.


وها أنا ذا أحركُ تلك الخطوة ـ الثقيلة على قلبي ـ والتي صوّرها لي خاطري على هيئة ألف ميل.. المهم من كل هذا الوصف روعة ما وجدته على بعد خطوة واحدة، فقد كان هناك قصر متقن الصنع، يحيطه سور هرميّ يختبئ بين ذراعي المنحدر، ويحتضن قلعتين إحداهما مزخرفة بالأصداف، وأمامها بوابة تحرسها قوقعتان على عتبة الباب.


لربما صُنعت على أيدي طفلين حالمين.. تأملت بالمنحوتة لفترة قبل أن أدرك ما كان يودُّ أن يخبرني به صوت المنحدر حين كان يناديني للجلوس بقربه.

إنها اللحظات الفاصلة ما بين التردد وتحقيق الأحلام، رسالة الإرادة التي قد تخمد ونحن على بعد خطوة واحدة فقط عما كنا نسعى إليه أو نبحث عنه منذ زمن.. إنها الدفعة التي نحتاج لأن نشحن أنفسنا بها كي لا نضيّع على أنفسنا تعب المشوار.

قد يكون ما تخبئه لنا منحدرات الأيام أروع مما كنا نأمل وأجمل مما كنا نخشى، كل ما نحتاج إليه حين تخور قوانا هو إقناعها بأن نتقدم مجرد خطوة واحدة فقط، فهناك دائماً قد تختبئ جوائز الصبر.