السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رواد التنوير.. والسِّيَر الغَيرية

رواد التنوير.. والسِّيَر الغَيرية
د. يونس ناصف فنان وكاتب مصري مقيم في الكويت

دون تخطيط وجدت نفسي أبحث بشغف عن شخصيات رائدة في مجال الثقافة والتنوير كانت ملء السمع والبصر في زمانها، وتوارت سيرها مع مرور الأيام لأسباب عديدة، واستفدت من علم «التراجم والسير»، الذي يتناول كافة طبقات الناس والعلماء وإنتاجهم في شتى المجالات، ومواقفهم وآثارهم في الحياة، فالتراجم لم يكتبها أو يروِها أصحابها، إنها «السِّير الغيريّة»، والفارق بينها وبين «السير الذاتية» واضح، ويمكن ربطهما بالأحداث العامة والتاريخ.

وما نود الإشارة إليه هنا، هو أن أغلب رواد التنوير في العالم العربي لم يقتصر دورهم على مجال واحد، فآثارهم شاملة امتدت لمجالات ثقافية، واجتماعية، وسياسية، واقتصادية، فتوثيق سيرهم تحافظ على فصول التاريخ متصلة متماسكة، وتقدمها للأجيال اللاحقة، لتتعلّم من مسيرتهم وسيرتهم، ولترى فيها نماذج مشرقة يتم الاقتداء بها في مراحل التاريخ المختلفة.


وفي التجربة المصرية، هناك روَّاد التنوير وباعثو النهضة العربية الحديثة في القرن التاسع عشر الميلادي، ومنهم على سبيل المثال: رفاعة الطهطاوي، رائد التنوير في العالم العربي الحديث وباعث نهضة مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر، إذ كان أول مترجم لكتب الطب الحديث، وأول صحفي، ومنشئ صحيفة (الوقائع المصرية)، وأول من نادى بإنشاء جامعة مدنيَّة.


وهناك رواد آخرون، منهم: علي مبارك، ومحمود سامي البارودي، وعبدالرحمن الكواكبي (سوريّ عاش في مصر)، ولطفي السيد، وطلعت حرب، وهدى شعراوي، وعبدالرزاق السنهوري، وعباس محمود العقاد، وغيرهم الكثير من الرواد الجديرة سيرهم بالاحتفاء بها وإظهارها للنور، وإظهار جانب مهم من التاريخ، كما أنه من المهم تسليط الضوء عليهم، وعلى منجزهم الحضاري.