السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

التدبير.. وقاية من الدَّين

التدبير.. وقاية من الدَّين
ظِلال عبدالله الجابري كاتبة ـ الإمارات

يلجأ البعض للاستدانة من أقربائه وأصدقائه عند مروره بأزمة ماليَّة، وتحدث أحياناً ردود فعل غاضبة من طالب الدين عندما يرفض قريبه أو صديقه إعطاءه المبلغ الذي يريده، وقد تؤدي مثل هذه المواقف إلى القطيعة أو إلى حدوث تعديات لفظية أو بدنية عليه إو إتلاف ممتلكات تخصه.

وعادة يتعاطف الناس في هذه الخلافات مع الطرف المستدين، وهو تعاطف غير منصف، نظراً لإغفال جزئية مهمة هنا، وهي أن قيمة المال بجوانبها الأخرى عند صاحبه، ليست فقط في تقديرها المادي، بل في قدر الجهد والعمر، وهو أثمن ما يملك الإنسان، الذي يكون قد قضاه في جمعه، ففي أحيان كثيرة وضمن تجارب متعددة، تتجاوز مرحلةُ جمع المال فترةَ الشباب إلى ما بعد الكهولة.


والأمر لا يقف عند هذا الحد، إذْ يحدث أن يكون جمع المال مقترناً بظروف الغربة والبعد عن الأهل والمعيشة الصعبة والتضييق على النفس من أجل جمع المال وادخاره، لذلك يضن أصحابه به، حيث بالتأكيد لهم مخططاتهم باستخدامه في تأمين مستقبلهم أو تحقيق أهدافهم.


بالتأكيد التعاطف والتراحم مطلوب بين الناس دائماً، ولكنه لا يتم في فراغ، إنما له أصوله ومواضعه، والأصل شرعاً وديناً ومنطقاً أن يعمل الأفراد على الاجتهاد في الادخار، وحسن التدبير في الإنفاق، تحسُّباً للأزمات المادية التي قد يمرّ بها البعض، وهي من سنن الحياة التي لا نفاذ منها، ولا يتعارض هذا مع التنعم بالمعيشة، ولكن بالضرورة يجب أن يكون بالترافق مع الاقتصاد وحسن التدبير.

لهذا كلّه تبرز الحاجة إلى جهود توعويّة لإبراز القيم التي يحث عليها ديننا في مواجهه موروثات وأقاويل مدمرة، ومنها القول المتداول: «اصرف ما في الجيب يأتِكَ ما في الغيب»، حتى تستقيم الحياة وتتجه اقتصادات الأفراد نحو الأفضل، فلا دَين مع حسن تدبير.