الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ضيوف الجلسة.. والعالم القريب البعيد

ضيوف الجلسة.. والعالم القريب البعيد
منى صالح النوفلي كاتبة وقاصة - الإمارات

بداية، أعترف بأن اندماجي بعالم الثقافة ليس عميقاً، لذلك أجهل في جلستي هذه ضيوفي الكبار قدراً في الأدب، وأثناء محاورتهم لمست لديهم غزارة الخبرة، فاستطعت أن أسترجع من خبرتي البسيطة، ومن كلماتهم الثمينة، مهارتي في الكتابة الإبداعية، التي لا تغفر قلة تفاعلي مع اللقاءات والقراءات الأدبية.

ومع ذلك، فكلما اقتربت من هذا العالم ازددت شغفاً لمعرفة تفاصيله، وتأسرني كلمات العديد من الأدباء.. حقاً إنه يستحق تسليط الضوء عليه من قبل المهتمين والمتذوقين كونه في الأساس ضوء أقوى، يؤثر في نشر أنوار تشع على المكان.


أذكر هذا كلّه على خلفية جلسة عقدت خلال مهرجان طيران الإمارات للآداب في دورته الحالية، فقد شدّني في نهايتها سؤال موجه للضيوف عن حلم مستقبلي للأدب، وإن كنت لا أذكر على أي مستوى جغرافي للحلم كان يتحدث السائل، ذلك لأنني في لحظتها شردت إلى حلم آخر في مخيلتي تتقارب فيه المجتمعات فكريّاً، وهو الأمان الذي يحفظ الأدب من ضغوط المصالح السياسية والشخصية والطائفيه التي تهدم الغرض الأساسي منه، وهو على مستوى آخر إثراء النفس البشرية بجماليات الأدب.


في ذهني ثبتت كلمات واحدة تلو الأخرى (جمال، إنسانية، نفع، رقي، تهذيب، بعد عن المصالح، تأثير قوي) وهذه الكلمات التي تحتاج إلى إعادة صياغة بشكل واسع في إصدار خاص يحتوي على التفاصيل والبحث، أخذتني إلى عالم أجمل، وإن كنت سرعان ما عدت إلى عالمي الجميل المكون من هؤلاء الأثرياء أدبيّاً.

أدركت بعد الجلسة أني بحاجة إلى الاقتراب بعمق من هذا العالم النظيف.. نظيف كونه أزال أثناء حضوري بعض الأفكار السلبية التي كانت مسيطرة على ذهني قبل الجلسة، ونظيف أيضاً كوني لمست بين الحضور تراشق الكلمات الهادفة، وتدافع الأمنيات نحو الرقي والثقافة والإنسانية، فما أجمل هذا العالم القريب وجدانيّاً، والبعيد حُلْماً.