الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

غرس الإمارات.. أصله ثابت وفرعه في المرِّيخ

غرس الإمارات.. أصله ثابت وفرعه في المرِّيخ
وفاء بونابي باحثة في العلوم الثقافية - تونس

بنجاح دخول «مسبار الأمل» إلى مدار المريخ، كُتب اسم دولة الإمارات العربية المتحدة بحروف مضيئة في تاريخ المهمات الفضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر، كأبعد نقطة يصل إليها العرب لأول مرة في تاريخهم.. إنه إنجاز مبهر ترقَّبَه العالم، واستثنائي لدولة استثنائية في منطقة تتجاذبها الحروب والصراعات والتقاتل.

وهو أيضاً إنجاز عالمي سيسْهِم في تقديم خدمات علمية للبشرية كلها حاضراً ومستقبلاً، ويكشف عن منافسة عربية من خلال الإمارات للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين اللتين دخلتا هذا الشهر في مهمات اكتشاف المريخ.


من جهة أخرى، فإن مسبار الأمل ـ وهو يحمل الثقة والطموح والتطور والابتكار في مهمته التاريخية الأولى - يكشف عن خطوة شجاعة تبرهن على العزيمة وقوة الإرادة لدولة تستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وفي ذات اللحظة تعانق إنجازاتها الفضاء، فتتحول لمبعث فخر لجميع العرب.. دولة لم تنتظر حضور المستقبل، وإنما اختارت أن تحلق نحوه متسلحة بالطاقات الشابة الواعدة، والمراهنة على بناء اقتصاد جديد قائم على المعرفة الرقمية والتطور العلمي.. اقتصاد لا يكتفي بعوائد النفط، وإنما يستشرف المستقبل الدولي، الذي يعيد ترتيب أولوياته في ظل المتغيرات المتسارعة، فأصبحت بذلك ملهمة للطاقات الشابة الواعدة في الدول العربية والعالم، بحيث تدفعهم إلى التوجه نحو الدراسة والبحث العلميين، وارتياد آفاق جديدة فيهما، مؤكدة بذلك أنه لا مستحيل مع الأمل، ولا مستحيل مع الإصرار على التفوق والنجاح.


لقد تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة بإنجازاتها المتعددة ومبادراتها المختلفة من أن تغير بوصلة العرب من الإخفاقات المتتالية والانحرافات عن توقيت الحضارة والتحضر، إلى النجاح والمشاركة في الحقل العالمي للثقافة.

كما تمكنت الإمارات من تصحيح تاريخ العرب الذي غرق في ظلمات الصراعات، والتخلف عن ركب التقدم لعقود عدة، وحملهم وصمة الإرهاب التي تلاحقهم في كل وقت، وألصقت بهم تهماً عدة جعلتهم في موضع رفض من الآخر، ومصدر تهديد له.

لقد رسمت الإمارات اليوم صورة جديدة للعرب، وبعثت للعالم رسائل الأخوة الإنسانية، وغيرت تاريخ المنطقة برمّته من الصراع والتقاتل إلى التعايش والسلام، فتتالت اتفاقيات السلام لتكتب صفحات جديدة في تاريخ الإنسانية.. صفحات سلام ستذكرها الأجيال القادمة، وتذكر معها قادة السلام الذين تسلحوا بالإنسانية والشجاعة، وخطوا مصيراً جديداً لأبناء المنطقة برمتها.. أبناء المنطقة الذين ملوا الصراعات ونبذ الآخر والشعارات الزائفة، فامتدت لهم أيادي قادة الإمارات لتدفعهم نحو مستقبل أفضل للجميع دون استثناء أو إقصاء وتحول العرب إلى صنّاع سلام تقودهم الإمارات.

سيذكر الجميع يوم 9 فبراير 2021، وسيذكرون معه دولة الإمارات التي تسلحت بالعلم والطموح، وراهنت على المستقبل وآمنت بأنه لا مستحيل على أرضها، وانشغالها بالمواقع الأولى، وبالتطوير والتنمية والعلم، ودعم الطاقات الشابة ـ وتشجيع البحث العلمي، وأن تكون الإمارات الأولى في كل المجالات، بحيث تقود الجميع، وتتقدم عنهم.

اليوم تحلق الإمارات بالعرب جميعاً نحو أبعد نقطة، نحو المريخ مؤكدة بعزم وإصرار بأن مسبار الأمل، مسبار العرب جميعاً، ومسبار الإنسانية برمتها.. مسبار سيفتح الباب على مصراعيه للاستفادة منه في البحوث العلمية حاضراً ومستقبلاً، ليرسم للعرب صورة جديدة لامعة ناصعة، تزيح الصورة القاتمة التي ظلت تلاحقهم طويلاً.

اليوم، قادة الإمارات يعيدون الأمجاد للعرب، ويستشرفون المستقبل، ويبنون صروحاً جديدة من الإنجازات التي تخدم الإنسانية فيغيرون صورة العرب عند الآخرين.. طموحهم يناطح الفضاء، وعلى أرضهم رفعت راية التسامح والسلام، وبسواعد شبابهم صنع مسبار الأمل، ليحلق بعزيمة لا تفتر، فتصدح دولة الإمارات العربية بصوتها عالياً قائلة للعالم: هنا إمارات القوة... هنا إمارات الطموح... هنا مستقبل العرب... هذا غرس شيوخنا، الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما حكام الإمارات.. غرس طيب، أصله ثابت وفرعه في المريخ.