الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المرأتان السعودية والإماراتية.. تفوُّق وريادة وثبات

المرأتان السعودية والإماراتية.. تفوُّق وريادة وثبات
عباس ناصرباحث وإعلامي ـ البحرين

إنجازات المرأة السعودية والإماراتية هي خير شاهد على المكانة المميزة التي وصلت إليها المرأة الخليجية اليوم، وقد مكنتها عدة عوامل من النجاح، وجعلت منها مثالاً بارزاً على مستوى المنطقة يستحق التقدير والإعجاب.

ولعل من أهم العوامل في هذه الانطلاقة الرائدة الدعم اللامحدود من القيادة السياسية المحنكة في كلا البلدين الشقيقين.


فإيمان هذه القيادة بطاقة المرأة، ويقينها بقدرتها على الصعود، ثم تمهيدها الطريق أمامها، كل ذلك كان حافزاً عظيماً لها، ووقوداً لجميع الإنجازات التي شهدناها اليوم، ولمسنا أثرها في كل مجال من مجالات الحياة.


لقد كان للمرأة السعودية والإماراتية بصمة واضحة، وأثر لا يُنكر، فالمرأة شقيقة الرجل في العقل والإنجاز والعمل، ولها ما له من المهارات والقدرات، وهي أسّ من أسس النجاح كما أنه هو كذلك، ورائدة من رواد النهضة في البلد مثله. كما أن الشعوب لا تقوم بغير الساعدين القويين: ساعد الرجل وساعد المرأة.. ولا تنهض بواحد منهما دون الآخر.. ولا يمكن التقليل من قدرات المرأة، أو الغضّ من شأنها، والحط من تأثيرها، أو حصرها في دوائر معينة، لا تتجاوزها إلى غيرها.. ولا ينكر هذا أو يرده إلا جاهل أو مكابر.

هنا لا بد من ذكر حقيقة مفادها أن نجاح المرأة السعودية والإماراتية كان بداية من منزلها؛ أمّاً وزوجة، الذي أعطت فيه أقصى ما تملك من طاقة وإخلاص، متفانية في تربية أجيال متوالية، تاركة بصمات واضحة ومشرفة في جبين الوطن الغالي، ولا تزال حتى هذا اليوم تعطي دون تعب أو ملل، باذلة الروح والغالي والنفيس في سبيل رفعة الدار وحكامها وشعبها الكريم.

ولعلّ المجال الاقتصادي هو أبرز ما تقدمت فيه المرأة السعودية والإماراتية، إذ نجحتا اقتصاديّاً بصورة لافتة، محققتين إنجازات عديدة ومنقطعة النظير، واستطاعتا بإنجازهما أن تُغيرا المفهوم التقليدي عن المرأة الخليجية في ذهن الكثيرين عربياً وعالمياً.

المرأتان الإماراتية والسعودية لمع اسمهما في قوائم عالمية لأبرز سيدات الأعمال وأكثرهن تأثيراً، استطاعتا بهمّتهما واجتهادهما أن تُلهما النساء المسلمات والعربيات في منطقتنا الشاسعة، وأن ترسما بنجاحهما مفاهيم مختلفة، أكثر واقعية عن نفسيهما وعما تستطيع المرأة إنجازه، متجاوزتين الكثير من العراقيل الصعبة المختلفة نحو النجاح، وقد رسختا مفاهيم إيجابية كثيرة في عقول النساء، وأثبتتا للجميع أن الريادة ليست بمهمة مستحيلة إذا ما توافرت العزيمة والإصرار.

وتشهد على تقدم المرأة قائمة (فوربس) التي ضمت نخبة من سيدات الأعمال العربيات، وبالتحديد من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، فمن الإمارات جاء اسم سيدة الأعمال «رجاء عيسى القرق» في المرتبة الأولى ضمن النساء الأكثر نفوذاً وتأثيراً في الشرق الأوسط حسب فوربس 2021.

رجاء القرق.. تلك الطاقة المتقدة استطاعت أن تدير تسعاً وعشرين شركة، يفوق عدد العاملين في هذه الشركات أكثر من ثلاثة آلاف موظف وموظفة، وفي خضم هذه النجاحات على مستوى الاستثمار والأعمال؛ أسهمت السيدة القرق أيضاً في الأعمال الخيرية والإنسانية بصورة موازية.

ومن المملكة العربية السعودية حصلت سيدة الأعمال «رانيا نشار»على المركز الرابع، ضمن النساء العشر الأكثر نفوذاً وتأثيراً في الشرق الأوسط لعام 2021 حسب فوربس.

القفزات النوعية اليوم للمرأة السعودية والإماراتية أثبتت للعالم أجمع أن المرأة قادرة بفضل من الله سبحانه وتعالى على التفوق والإنجاز والثبات على المبادئ، متمسكة بدينها، غير متنازلة عن عادات بلدها وتقاليده التي نشأت عليها، تقاليد هذه الأرض الطاهرة.

لذلك كله، تراها تعمل بروح الأصالة، وبدعم كبير من مجتمعها الإسلامي الأصيل، وفي المحصلة النهائية أصبحت المرأتان السعودية والإماراتية فخراً وقدوة، في معظم المجالات.